قال تعالى في كتابه المجيد: ‘‘وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون’’، صدق الله العظيم. فقدت البحرين أغلى الرجال وأعز الرجال، فقدت باني نهضتها الحديثة ومهندس تقدمها. إنها فقدت ابنها البار صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء (طيب الله ثراه). الرجل القائد الذي أعطى هذا الوطن كل شيء، أعطاه صحته وأعطاه وقته وأعطاه جهده ومنحه إخلاصه وخُلاصة خبرته وفوق ذلك كله منحه ولاءه الراسخ الذي كان من مكونات شخصيته وكيانه.
لقد كان سموه طيب الله ثراه يؤمن إيمانا راسخا بأن الإنسان البحريني هو الثروة الحقيقية للدولة، فهو صانع تقدمها وتطورها ولتحقيق هذا كان سمو الأمير رحمه الله دائم المساندة والدعم والمبادرة لرفع كفاءة المواطن وتأهيله ليكون مهيأ لخدمة بلده في مختلف المجالات. أستذكر في هذا السياق وخلال فترة عملي في ديوان الخدمة المدنية مباركة سموه ودعمه القوي لمشروع إنشاء معهد الإدارة العامة وتوجيهاته بأن تكون هذه المؤسسة بيت التدريب والتطوير وخلق القيادات الإدارية في مؤسسات القطاع العام.
كان مجلس سمو الأمير المدرسة التي نتعلم فيها أنَّ القيادة الإدارية هي الحكمة وبُعد النظر والقدوة. هذا هو الشعور الذي كان يتملكنا ونحن نُنصت إلى سموه وهو يتحدث، كنَّا نُنصت في شغف الباحث وانتباه الطالب واهتمام المتعلم. كان ينقل إلينا خُلاصة خبراته وتجاربه في التعامل مع ما يطرأ على الساحة من أحداث ومتغيرات.
“انغرس حب هذا الشعب في قلبي وبادلني هذا الشعب المحبة”. ستظل كلماتك تلك منقوشة في قلوبنا سيدي. رحمك الله أيها القائد الإنسان وجعل جنة الفردوس الأعلى مقرا ومستقرا لك. إنه سميعٌ مجيب الدعوات رب العالمين.