سؤال ربما يطرح أحيانًا من قبل بعض الاختصاصيين، هل هو ذاك المسئول الإداري الذي تقاس فاعليته وإنتاجيته على أساس أدائه لمهامه الإجرائية فحسب والمتمثلة في الإشراف على إنفاذ الأنظمة والسياسات والتوجيه ومتابعة تحقيق الأهداف الموضوعة، أم إنه ذاك المفكّر الذي يتطلع إلى الأفق فيستشعر الاتجاهات المستقبلية الأفضل ويوجّه دفة سفينته نحو مرفأ أكثر أمانًا وربما يأخذها إلى محطة لم تكتشف بعد؟
بحثت عن الإجابة كثيرًا ولعلّ الاقتباس التالي للدكتور فهاد بن معتاد الحمد وهو أحد المشتغلين في الإدارة يعكس ما أرمي إليه، ويحاكي قناعاتي إلى درجة كبيرة، فهو يوضّح الدور الأساس للقائد الإداري. يقول د.الحمد ’’أهم إجراء استراتيجي يمكن للقائد في المستويات الإدارية العليا القيام به هو التركيز على التفكير عوضًا عن الأداء لأن التفكير الاستراتيجي هو الذي يحدّد الاتجاهات لجميع الموارد والطاقات البشرية والمادية والفنية‘‘. ويضيف د.الحمد ’’إن التفكير الاستراتيجي ينصرف إلى استشراف المستقبل لاقتحام مجالات وفرص جديدة‘‘. انتهى وإليك سيدي القارئ هذا الموقف:
اجتمع المدير العام المعيّن حديثًا مع أعضاء الإدارة التنفيذية وشرح لهم سياسته ومنهجيته في الإدارة قائلاً: أنا مؤمن جدًّا بالتفويض الإداري وسوف أطبّقه في هذه المؤسسة، وسيمنحكم هذا كامل الصلاحيات في القيام بمهامكم دون أي تدخل من أي جهة. بهذه الطريقة أستطيع التفرغ والتركيز على الأمور التطويرية وإعداد المؤسسة لتحقيق الرؤية التي نحن بصدد الانتهاء من مراجعتها.
ونود في هذه المناسبة أن نؤكد أن أبوابنا مفتوحة لاقتراحاتكم ومرئياتكم فكلنا شركاء في وضع هذه الرؤية. أود إبلاغكم، أيضًا بأني سأكون في زيارات خارجية للتعرف على تجارب المؤسسات العالمية الأخرى. ستأخذ هذه الزيارات وهي تشمل رحلات عمل جلّ وقتي وأنتم خير من يسيّر أمور هذه المؤسسة خلال فترة غيابي والتي أتوقعها أن لا تكون قصيرة. سيدي القارئ ما رأيك في سياسة المدير العام في الإدارة؟ هل يمكننا وصفه بالقائد المفكر؟