العدد 4409
الإثنين 09 نوفمبر 2020
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
الانبهار هل يؤثر في صنع القرار؟
الإثنين 09 نوفمبر 2020

سيطر جمالها على قلبه وأصبح مسكونًا بحبها، فتقدم لخطبتها لأكثر من مرة إلا انه واجه الرفض في كل مرة. وتزوجت الحبيبة فحزن كثيرًا وعاهد نفسه أنه لن يتزوج غيرها. انتظر حتى توفي زوجها فتزوجها. بعد شهر على زواجه منها ذاق معنى العذاب، فقد حولت هذه المرأة حياته إلى جحيم. وفي إحدى المرات وقف على قبر زوجها السابق (هنري) الذي كان يحسده عليها وقال:

من بعد شهر مر بي معها

أبصرت وضح الشيب في شعري

ما كنت أدري قبل صحبتها

إن المشيب يكون في شهر

فكرت في (هنري) وكيف قضى

فوجدت هنري واضح العذر

يا طالما قد كنت أحسده

واليوم أحسده على القبر

(اقتباس من ديوان العاشق المخدوع لإيليا أبو ماضي)

في الحقيقة سيدي القارئ كنت قد استعنت بالاقتباس ذاته قبل فترة وفي مناسبة ربما كانت قريبة أيضا من المغزى من وراء تلك الأبيات الجميلة. حاولت أن آتي باقتباس مختلف يسند الموقف التالي إلا أني لم أوفق، فالأبيات تلك وجدتها الأقرب والأكثر صلة بالموضوع. وإليك الموقف سيدي القارئ وأنت الحكم:

قال محدثي: الآن وبعد مرور أكثر من عام مع المؤسسة التي كنت أحلم بالانضمام إليها، هذه المؤسسة التي كنت مفتونًا بها وبذلت كل جهدي واستعنت بكل من أعرفه ليمهد لي الطريق إليها. الآن فقط أدركت أني كنت ضحية للانبهار. تابع محدثي: كنت مأخوذًا بالبهرجة الإعلامية وأتابع بشغف غريب مقابلات وتصريحات مسؤوليها حتى تملكني شعور بأنها المؤسسة المثالية التي تلبي طموحي وتستحق أن أترك منصبي في مؤسستي الحالية وانضم إليها.

لقد تملكني الانبهار لدرجة إني لم أسأل عن أسباب خروج أحد أعضاء إدارتها التنفيذية على التقاعد مبكرًا ولحقه آخرون. لم استشر أحدا بل وجدت نفسي مهرولاً للانضمام إليها. وختم صاحبنا حديثه: أنا فعلًا نادم، فالواقع مختلف جدًا عن الصورة.. ولكن...

سيدي القارئ، ألا نتفق أن الانبهار قد يقودنا إلى دروب لا نعرف مسالكها؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .