لقد وهب الله سبحانه وتعالى المغفور له بإذنه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (رحمه الله) نعمة الحكمة، ومنحه بعد النظر وملكة التواصل والارتباط بالناس، وهي خواص القادة الملهمين الذين يتمتعون بالشخصية الكاريزماتية المؤثرة. فالحكمة هي التكامل بين الفهم العميق والمعرفة والخبرة كما تقول بعض المصادر، ومن خصائص الحكمة الرحمة وتقديم المساعدة والثقافة والانفتاح والإنصات، أما بعد النظر فهو القدرة على رؤية ما يتعدى حدود الوضوح.

لقد اختزل المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في المملكة أمين الشرقاوي، هاتين الخصلتين، الحكمة وبعد النظر، إذ قال وهو يتحدث عن مبادرة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، التي أقرتها الأمم المتحدة باعتماد الخامس من إبريل من كل عام يومًا دوليًا للضمير فهو يقول ’’تؤكد القناعات التي خبرها سموه وتمرس عليها سنوات عديدة واختصرها في رؤية حكيمة متزنة حول العلاقة بين السلام والتنمية وأن لا سبيل لتحقيق واحدة دون أخرى‘‘. انتهى.

نعم إنها الحكمة وبعد النظر وقد اختزلهما الشرقاوي في عبارة واحدة وهي الرؤية الحكيمة المتزنة للأمير الراحل (رحمه الله)، فالحكمة تمنح مالكها القدرة على توظيف خبراته وتجاربه وعلومه التي اكتسبها من خلال معايشته الحياتية لها في إدارة شؤونه وشؤون من يعمل معه أو تحت إمرته.

لقد رحل عنا القائد الإنسان الحكيم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (رحمه الله)، رحل عنا بجسده وستبقى معنا إنجازاته ومآثره، وستظل البحرين في ذكراه بلد الأمن والأمان والسلام والرخاء، وستبقى رايتها خفاقة تحملها سواعد ملكها المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه.

تغمد الله فقيد البحرين الغالي بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا جمعيًا الصبر والسلوان إنه مجيب الدعاء رب العالمين.