العدد 4418
الأربعاء 18 نوفمبر 2020
banner
فقيد الوطن ونقاء معدن شعبه
الأربعاء 18 نوفمبر 2020

عاشت البحرين أيامًا حزينة بل حزينة جداً على فقدان الأمير الراحل الكبير خليفة بن سلمان طيب الله ثراه، وفي الواقع وعلى الرغم من تلك الأيام العصيبة التي عاشتها البحرين بجميع أطيافها بدءًا من القيادة إلى أصغر مواطن أو حتى وافد إلا أن الجميع شاهد وتابع كيف أن الكل كانوا على نفس المنوال من حزن، بل تعاطف الجميع وحزنهم الشديد على هذه الخسارة التي لا تعوض، ولولا هذا الوباء سيئ الصيت لاختلف الوضع تمامًا، حيث كنا سنجد الزحف الجماهيري إلى مقبرة الحنينية لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان هذا القائد الفذ، حتى الخروج في مسيرات ضخمة في شوارع المملكة تعبيرًا عما يكنه هذا الشعب الوفي من حب ومعزة وامتنان للفقيد رحمة الله عليه.

الكل شاهد كيف أن كبار المسؤولين في الدولة لم يستطيعوا تمالك أنفسهم عندما كانوا يتحدثون عن مآثر الفقيد وإنجازاته الكبيرة في شتى المجالات ودوره المحوري في تحقيق أهداف الحكومة الاستراتيجية، حقيقة كانت مشاهد تقشعر فيها الأبدان والأهم أنها كانت صادقة ومن القلب. الجميع شارك وبكل قوة في التعبير عن هذه الفاجعة بهذا الكم من المقالات التي عبر عنها كتاب الأعمدة، والمسؤولون في الدولة ومؤسسات المجتمع المدني ورجال السلك الدبلوماسي ومجلسا الشورى والنواب ورجال الدين والوجهاء والأعيان ورجال الأعمال والإعلاميون وأصحاب مواقع التواصل الاجتماعي والحسابات الإلكترونية والقائمة تطول، ولا ننسى دور الجاليات الأجنبية التي تعيش على هذه الأرض الطيبة المعطاء، كانت مواقفهم مشرفة جدًا ونقلوا ما يكنون من حب واحترام وامتنان للقيادة الرشيدة بفضل السياسة الحكيمة واحترام جميع الأديان والمذاهب. وأعجبت كثيرًا بمبادرة المآتم الرائعة بفتح مجالس العزاء على روح الفقيد، حيث ضربوا أروع الأمثال في الولاء والانتماء لهذا الوطن الغالي، وكذلك يمكن اعتبارها رسالة ودرسًا للجيل القادم، وفي هذه المواقف تنكشف معادن الرجال المخلصين والموالين للقيادة، كما ينم الأمر كذلك عن حسن الإدارة القائمة على تلك المآتم، فمبادرات مثل هذه تحتاج إلى قيادة ملهمة وواعية للتأكيد على مبدأ الولاء والانتماء من قبل جميع أطياف المجتمع البحريني الرائع الذي عرف عنه ذلك على مر القرون.

والحقيقة أن هذه الفاجعة أكدت قوة ورصانة هذا الشعب الواعي والراقي الذي يضرب به المثل في جميع دول العالم. نعم، علينا أن نفتخر بذلك، فالعنصر البشري مفتاح نجاح وتقدم أية أمة، كما يجب أن نفوت الفرصة على من لا يريد الخير لهذا الوطن الغالي، وأن نقف في وجههم بالمرصاد، فالتجارب أثبتت إفلاسهم السياسي المتكرر، ولا أريد أن أخوض أكثر في هذه المواضيع التي أشبعت نقاشًا، فما نحتاجه هو العمل بروح الفريق الواحد وأن نضع أيدينا بيد جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه وصاحب السمو الملكي ولي العهد وحكومته الرشيدة، وسوف نصل إلى ما نصبوا إليه وسنصل إلى أعلى المراتب بإذن الله. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين وفرج كربهم يا رب العالمين، اللهم ارحم عبدك خليفة بن سلمان وأفسح له في قبره واجزه عن أمته خير الجزاء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية