العدد 4401
الأحد 01 نوفمبر 2020
banner
هيئة الثقافة والآثار... شكرًا
الأحد 01 نوفمبر 2020

تنظم هيئة الثقافة والآثار بشكل سنوي مهرجان البحرين الدولي للموسيقى بكل نجاح من الناحية التنظيمية وحسن اختيار المشاركين وموقع الاحتفال، وحرصت هذا العام على حضور جميع الفعاليات إلا واحدة وقد ندمت عليها كثيرًا، وكما تعلمون وبسبب وباء كورونا اضطرت الهيئة إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية، حيث تم تنظيمه بمشاهدة الاحتفال من خلال السيارات في مواقف موقع قلعة البحرين.
وبودي هنا أن أشيد بما قامت به الهيئة برئاسة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وجميع منتسبي الهيئة على جهودهم الاستثنائية كل عام وتنظيمهم الرائع ليس لهذا الاحتفال فقط، بل لجميع الفعاليات، وشهادتنا في معاليها مجروحة، والحديث عن إنجازاتها يحتاج كتابا وليس هذا المقال القصير، هذه الشخصية الفذة قبلت التحدي رغم الميزانية المتواضعة المخصصة للهيئة، ولم يكن ذلك الأمر حجر عثرة، بل قامت بالتحرك وعدم الجلوس مكتوفة الأيدي والتعذر بشح الميزانية وعدم تمكنها من تنظيم أية فعالية أو مشروع ثقافي يعود بالنفع على هذا الوطن الغالي والمواطنين على حد سواء، وكذلك وضع مملكة البحرين على الخارطة العالمية، فقامت بجهود جبارة ومخاطبة البنوك والشركات والمؤسسات الخاصة وحتى العائلات البحرينية الميسورة لدعم برامجها وخططها، وهذا ليس شيئا يسيرا.
كما ذكرت فإن المهرجان هذا العام كان مميزًا ويستحق العلامة الكاملة، بجهود بحرينية خالصة تم تنظيم هذا الاحتفال بكل احترافية. وزارة شؤون الإعلام قامت بدورها مشكورة، وزارة الصحة وفرت سيارة إسعاف وغيرها من الجهات الداعمة التي ساهمت في تنظيم الفعاليات، ولا ننسى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، إذا العمل الحكومي لأية فعالية يجب أن يكون جماعيًا وبروح فريق العمل الواحد، فنجاح أية وزارة أو هيئة حكومية في تنظيم أي برنامج أو فعالية هو نجاح لمملكتنا الغالية.
كنت أتابع ردود وتعليقات الناس على الإنستغرام الرسمي لهيئة الثقافة والآثار، وذهلت من عدد الردود الإيجابية من الشكر والثناء للمهرجان وهذا أضعف الإيمان، لكن في المقابل استوقفني رد أحد الأشخاص وهو يهاجم منظمي المهرجان بصورة غير أخلاقية وغير واقعية البتة، حيث يقول إنهم مصدر إزعاج ولا يستطيع النوم! تصوروا أن هناك أناسا سلبيين حتى النخاع! وكأن الحفل يبدأ في منتصف الليل! لهؤلاء أقول انظروا إلى الأمور بروح إيجابية واتركوا الاستغلال السيء لوسائل التواصل الاجتماعي. في المقابل، لي رجاء من رئيسة هيئة الثقافة والآثار وقد كتبته سابقا في أحد مقالاتي السابقة وهو العمل على تنظيم حفلات موسيقية للفرق الشعبية والمواهب الفنية البحرينية أثناء الإجازة الأسبوعية في الحدائق العامة مع الأخذ في الاعتبار الاحترازات الصحية حيث إن الطقس أصبح رائعًا من الآن وحتى شهر أبريل من العام القادم. الناس بأمس الحاجة إلى الترويح والتنفيس عن همومهم، وليس ضروريًا صرف مبالغ ضخمة للمسرح وغيرها، وبالإمكان تأجير بعض الأكشاك بمبالغ رمزية وذلك لتشجيع وترويج أعمال البحرينيين، فهم يستحقون كل الدعم في ظل هذا الوباء وتحملهم خسائر فادحة في هذه الفترة.
أنا على ثقة تامة بأن معاليها لن تتردد في النظر لهذا الاقتراح المتواضع ووضعه تحت التنفيذ بعد دراسة جدواه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية