سعدت كثيرًا بالإنجاز الذي حققته الحكومة الرشيدة بإنشاء مدينة سلمان الجميلة بحق، والتي هي بلا شك مصدر فخر لمملكتنا الغالية ومشروع رائد وحيوي، وبصراحة شديدة أعجبت بالتصميم الهندسي الرائع للمدينة من خلال شوارعها الواسعة وتخصيص ممشى ومرفأ وشاطئ جميل ليكون متنفسًا لقاطني المدينة، فكل الشكر والامتنان إلى حكومتنا الرشيدة على هذه الرؤية الثاقبة وتوفير الحلول الإسكانية، والشكر موصول إلى كل من وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني ووزارة الإسكان وهيئة الكهرباء والماء وكل من ساهم في تنفيذ هذا المشروع الضخم.

بلا شك تلك الوزارات والجهات الحكومية من حقها أن تفتخر وتسجل ذلك ضمن إنجازاتها لتنفيذ المشاريع الحكومية بكل اقتدار، اللهم لا اعتراض، لكن أن يقوم وزيران ووكلاء ونواب وبلديون وغيرهم من المسؤولين في تلك الوزارتين مع غيرهم من الطاقم الإداري والعلاقات العامة والإعلام، والله أعلم كم من الجنود المجهولين الذين يعملون خلف الكواليس، بالإعداد للاحتفال بافتتاح إشارات ضوئية للمشاة في تلك المدينة فهذا غير معقول البتة.

صاحب المقال سبق أن كتب مقالا حول نفس الموضوع، كما ذكر في برنامج تلفزيوني على الهواء مباشرة في تلفزيون البحرين بأن ذلك غير صحيح، إذ إن مهمات الوزراء وكبار المسؤولين أكبر بكثير من تلك الأخبار، ومع كل احترامي لكل من حضر الاحتفال إلا أنه باعتقادي أنهم بالغوا كثيرًا في نقل الحدث للجمهور. وكما ذكرنا مرارًا، الإعلام سلاح ذو حدين ومن المهم جدًا إدارة هذا العمل بطريقة احترافية وإلا ستكون النتائج عكسية على الجهة تلك، أنا لست ضد الظهور الإعلامي من قبل الوزراء الأفاضل أو المسؤولين، وهذا من حقهم بل من واجبهم إطلاع المواطنين على أعمالهم وإنجازاتهم، لكن يجب أن يكون اختيار الحدث أو الخبر بكل دقة.

هناك مشاريع رائدة وحيوية تستحق تغطية إعلامية ضخمة عندما نتكلم عن افتتاح مصانع وشركات وجسور ومستشفيات وغيرها من المشاريع المهمة التي تعود بالنفع على الناس من حيث تحسين وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، وكذلك توظيف البحرينيين ودعم المقاولين المحليين والموردين والخدمات اللوجستية التي لها مردود إيجابي على الاقتصاد الوطني، وعلى عاتق الوزراء مسؤوليات وتحديات جسام ومتابعة حثيثة ومستمرة للاستراتيجيات والخطط، ومن وجهة نظري المتواضعة نحن بحاجة إلى وضع بروتوكول إعلامي، وتذكروا أن إنجازات الوزارات واضحة للجميع ولا نحتاج إلى المبالغة في إظهارها إعلاميا. والله من وراء القصد.