توجيهات فقيد الوطن أثمرت مشاريع بأولى الشمالية
الوداعي: خليفة بن سلمان مهندس الدولة الحديثة
الصباغ: الأمير الراحل رمز الأمل والمحبة والوحدة
لا تكاد توجد منطقة مهما صغرت مساحتها أو كبرت إلا وبصمات فقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة تتصدر سجل تاريخها الحديث.
تحط “البلاد” في هذا المصاب الجلل رحالها على شطآن قرى شارع النخيل، التي شهدت استجابات متعددة لتطلعات واحتياجات أهاليها، أسفرت عن مشاريع وحلول تطويرية انعكست على الواقع الحضري لتلك المناطق.
يقول ممثل قرى الدائرة الأولى بالمحافظة الشمالية البلدي شبر الوداعي إن الجميع يتفق على أن الراحل الكبير صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رجل دولة بامتياز ومهندس الدولة الحديثة وصانع سياساتها الدولية وربان سفينة التنمية.
وأضاف أن سموه يمثل بوصلة المشاريع الخدمية للمدن والقرى والعين المتبصرة والمتابعة لاحتياجات للمواطنين على مدى مرحلة تاريخية مهمة حافلة بالمشاريع التنموية والتحديات منذ الاستقلال وحتى رحيله.
وأشار إلى أنه كان للمجتمع القروي موقعه البارز في فلسفته التنموية والمجتمعية، في الحفاظ على قيمته الحضارية والنسيج الاجتماعي الذي يتميز به المجتمع القروي في مسيرة التطور التاريخي والحضاري للمجتمع البحريني، وذلك ما جعل سموه يخص القرى بتوجيهاته للاهتمام باحتياجاتهم ومطالبهم التنموية والخدمية والإسكانية.
ولفت إلى أن قرى شارع النخيل للدائرة الأولى في المحافظة الشمالية من المحاور المهمة في اهتمامات الراحل، حيث خصها بجل اهتمامه وتوجيهاته، وتجسد ذلك الاهتمام بتوجيهه - رحمه الله - بتوفير وتلبية الاحتياجات والمطالب الخدمية والإسكانية والتعليمية والبلدية لأهالي قرية باربار والقرى المجاورة، وتكليف الوزراء المعنيين بزيارة قرى شارع النخيل ورفع تقارير بشأن احتياجاتها.
وقال إنه وتجسيدا لتوجيهاته نظم في نادي باربار الثقافي والرياضي لقاء مع أهالي الدائرة الأولى بالمحافظة الشمالية بتاريخ 24 أكتوبر 2019، حضره وزير التربية والتعليم ووزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني ووزير شؤون الشباب والرياضة ووكيل وزارة الإسكان السابق الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة.
وذكر أن هذه الزيارة كان لها انعكاساتها البارزة على أهالي الدائرة، كتسليم 38 وحدة سكنية بمشروع جد الحاج الإسكاني لأهالي قرية جدالحاج، والتأكيد على ضرورة أن يوفر المسؤولون الاحتياجات الضرورية لأهالي المنطقة، والتوجيه بالتوسع في المشروعات الإسكانية لخدمة أهالي القرية والقرى المجاورة، إضافة إلى تلبية احتياجات القرية من دور العبادة بما فيها المساجد والمآتم وإعادة تأهيل ما هو قائم منها، واستكمال احتياجات القرية والقرى المجاورة، من مشروعات البنية التحتية، بما في ذلك خدمات الصرف الصحي ورصف الشوارع وإعطاء أوامره بدراسة إنشاء مركز شبابي ورياضي في منطقة جد الحاج.
ولفت إلى أن ما هو مشهود في اهتمام الراحل بقرى الدائرة الأولى توفير الخدمات الإسكانية لقرية جنوسان التي استفاد منها أبناء القرية والقرى المجاورة، وكان لحرصه الشديد في الاهتمام بالتعليم وتخريج الكفاءات التعليمية من أبناء قرى الدائرة أثره الفعلي بإصدار توجيهاته الكريمة بالعمل على ترميم وتأهيل مدرسة باربار الابتدائية للبنين وإعادة افتتاحها واستقبال أبناء أهالي الدائرة.
وأشار إلى أن الحقيقة التي ينبغي الإشارة إليها وتتويجها بحروف من ذهب أن المغفور له بإذن الله تعالى كان كريما في اهتمامه وعطائه، وخص قرى شارع النخيل للدائرة الأولى في المحافظة الشمالية برعايته الكريمة وأن أبناء الدائرة يظلون يتذكرون كرم الاهتمام الذي أولاه الراحل بمطالبهم واحتياجاتهم، ويتضرعون إلى الله سبحانه أن يتغمد روحه بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
رمز الأمل
من جهته، قال الرئيس السابق لجمعية جنوسان الخيرية حسين الصباغ إن الأمير الراحل لطالما كان رمز الأمل والمحبة والوحدة في حياة أهالي قرية جنوسان كما كان كذلك لجميع مدن البحرين وقراها.
وذكر أنه لما تأخر تنفيذ المشروع الإسكاني في العقد الأول من الألفية الجديدة لأهالي قرية جنوسان، بادر سموه في العام ٢٠١٠ إلى زيارة القرية وتفضل بالحضور إلى مجلس المرحوم الوجيه عبدالعزيز الجنوساني، حيث التقى سموه أبناء المرحوم الوجيه عبدالعزيز الجنوساني وعددا من وجوه القرية وتفقد بكل محبة وأبوية أحوالهم وشؤونهم وأصدر توجيهاته الكريمة بالتعجيل بإنجاز المشروع الإسكاني لأبناء القرية وتوفير مختلف الخدمات التي تحتاجها قرية جنوسان.
وأضاف: ولم يكتف سموه بذلك، بل ظل يتابع بنفسه شؤون القرية واحتياجاتها ويوجه الوزراء والمسؤولين للقيام بمسؤولياتهم، ولما رأى تأخرا جديدا لأسباب متعددة وبنظرته الثاقبة وبصيرته النافذة وجه وزارة الإسكان إلى تحويل واحد من المشاريع الإسكانية الخاصة إلى مشروع خاص لأهالي جنوسان، وقد تحقق وعد سموه فعلا ولطالما كان الوفي بوعوده لمواطنيه، حيث ينظر إليهم بعين العطف والمحبة والرحمة.
وقال: إن أبناء أهالي قرية جنوسان رجالا ونساء كبارا وصغارا قد اجتاحهم الألم والحزن لعظيم المصاب بفقد سموه، وسيظلون دوما أبدا يشكرون ويشيدون بالنظرة الأبوية الحانية التي نظر لهم بها دوما، يتضرعون إلى الله من أجل أن يرفع في جنان الخلد مقامه ويجزيه الجزاء الأوفى على مجهوده وعطائه.