+A
A-

عصبي يسكن في بيت والد زوجته.. لم يشترِ إلا “جحة” و14 ألف دينار للتطليق

سكن‭ ‬الزوج‭ ‬“العصبي”‭ ‬في‭ ‬شقة‭ ‬ببيت‭ ‬والد‭ ‬زوجته،‭ ‬وعانت‭ ‬الزوجة‭ ‬من‭ ‬الإهانة‭ ‬والضرب،‭ ‬ولم‭ ‬ينفق‭ ‬عليها،‭ ‬عدا‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬اشترى‭ ‬موادا‭ ‬تموينية‭ ‬بسيطة‭ ‬مثل‭ ‬“جحه”‭ ‬وسمك‭ ‬حسب‭ ‬شهادة‭ ‬والدتها‭ ‬بالمحكمة‭. ‬

ودخل‭ ‬الزوجان‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬جدل‭ ‬أمام‭ ‬منصة‭ ‬المحكمة‭. ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬ممنوع‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الشقة،‭ ‬وهي‭ ‬تقول‭ ‬إنه‭ ‬يغضب‭ ‬ويغادر‭ ‬الشقة‭.‬

واتفق‭ ‬الزوجان‭ ‬على‭ ‬الطلاق‭ ‬مقابل‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬ثم‭ ‬زاد‭ ‬المبلغ‭ ‬إلى‭ ‬14‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬فلجأت‭ ‬الزوجة‭ ‬للمحكمة‭ ‬الشرعية‭ ‬لإنصافها‭ ‬بالطلاق‭.‬

وخلصت‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬رفض‭ ‬طلب‭ ‬الطلاق،‭ ‬وألزمت‭ ‬الزوج‭ ‬بالرجوع‭ ‬لشقته‭ ‬في‭ ‬بناية‭ ‬والد‭ ‬زوجته،‭ ‬وتمكينه‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬هذه‭ ‬الشقة‭.‬

 

تفاصيل‭ ‬القضية

وفي‭ ‬التفاصيل،‭ ‬شهدت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الشرعية‭ ‬قصة‭ ‬معاناة‭ ‬امرأة‭ ‬طلبت‭ ‬الطلاق؛‭ ‬بسبب‭ ‬فشل‭ ‬زوجها‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬مسكن‭ ‬وعدم‭ ‬الإنفاق‭ ‬والاعتداء‭ ‬المتكرر‭ ‬والسب‭ ‬والشتم‭ ‬واستحالة‭ ‬العشرة‭.‬

استدعت‭ ‬المحكمة‭ ‬الزوج‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬حيثيات‭ ‬الموضوع،‭ ‬وقال‭ ‬الزوج‭: ‬إن‭ ‬والد‭ ‬زوجته‭ ‬اشترط‭ ‬عليه‭ ‬ألا‭ ‬يُخرِج‭ ‬ابنته‭ ‬من‭ ‬المنزل،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬الاقتراض‭ ‬وبناء‭ ‬شقة‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬أبيها‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬مسكن‭ ‬الزوجية‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬شقة‭ ‬ضمن‭ ‬بناية‭ ‬والد‭ ‬زوجته،‭ ‬وحُرِم‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الشقة،‭ ‬وطلب‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬زوجته‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الشقة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬السماح‭ ‬له‭ ‬بدخول‭ ‬الشقة‭ ‬أيضا‭.‬

ورد‭ ‬محامي‭ ‬الزوجة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬الزوج‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬تولى‭ ‬بناء‭ ‬الشقة‭ ‬وأنه‭ ‬ممنوع‭ ‬من‭ ‬دخولها‭ ‬غير‭ ‬صحيح،‭ ‬وأن‭ ‬زوجته‭ ‬لا‭ ‬تمانع‭ ‬من‭ ‬عودته‭ ‬للشقة‭.‬

وأشار‭ ‬الزوج‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬سخيا‭ ‬في‭ ‬إجابة‭ ‬طلبات‭ ‬زوجته،‭ ‬لكنه‭ ‬فوجئ‭ ‬برفض‭ ‬دخوله‭ ‬الشقة‭ ‬ببيت‭ ‬والد‭ ‬زوجته‭ ‬دون‭ ‬إبداء‭ ‬أي‭ ‬سبب‭ ‬ما‭ ‬حدا‭ ‬به‭ ‬لرفع‭ ‬قضية‭ ‬أخرى‭ ‬بالمحكمة‭.‬

وانتهى‭ ‬الزوج‭ ‬للطلب‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬برفض‭ ‬طلب‭ ‬الطلاق‭.‬

 

‭ ‬الشهود

مثل‭ ‬3‭ ‬شهود‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الزوجة‭ ‬في‭ ‬معركتها‭ ‬القضائية‭. ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬ذكروه‭ ‬الآتي‭:‬

الشاهد‭ ‬الأول‭ ‬والد‭ ‬الزوجة،‭ ‬وقال‭: ‬إن‭ ‬زوجها‭ ‬يعامل‭ ‬ابنته‭ ‬بخشونة‭ ‬وقسوة‭ ‬وهو‭ ‬عصبي،‭ ‬ويسكنان‭ ‬لديه‭ ‬منذ‭ ‬الخطوبة،‭ ‬وأنه‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬الزوج‭ ‬أن‭ ‬يسكنا‭ ‬معه،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يطلب‭ ‬الزوج‭ ‬منه‭ ‬السكن‭ ‬خارجا،‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬إنفاق‭ ‬الزوج‭ ‬على‭ ‬ابنته‭ ‬أنها‭ ‬تطلب‭ ‬منه‭ ‬مبالغ‭ ‬متفاوتة‭ ‬أسبوعيا‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬20‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬دينار،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬يدفع‭ ‬فاتورة‭ ‬الكهرباء‭ ‬وسداد‭ ‬أقساط‭ ‬سيارة‭ ‬ابنته،‭ ‬وأن‭ ‬زوج‭ ‬ابنته‭ ‬لم‭ ‬يعرض‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬سداد‭ ‬المصروفات‭ ‬بالبيت‭ ‬ولم‭ ‬يقدم‭ ‬دينارا‭ ‬واحدا‭. ‬ورأى‭ ‬زوجها‭ ‬يضرب‭ ‬ابنته‭ ‬مرتين‭. ‬واشتكت‭ ‬الابنة‭ ‬من‭ ‬الضرب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬مرات‭ ‬ورأى‭ ‬آثار‭ ‬جروح‭ ‬على‭ ‬رقبتها‭ ‬ويديها‭.‬

الشاهد‭ ‬الثاني‭ ‬والدة‭ ‬الزوجة،‭ ‬وقالت‭: ‬إن‭ ‬زوج‭ ‬ابنتها‭ ‬عصبي،‭ ‬وإذا‭ ‬غضب‭ ‬يغادر‭ ‬بيت‭ ‬الزوجية‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوع،‭ ‬ورأت‭ ‬آثار‭ ‬رضوض‭ ‬وجروح‭ ‬في‭ ‬جسد‭ ‬ابنتها‭ ‬بسبب‭ ‬رمي‭ ‬زوجها‭ ‬الطاولة‭ ‬عليها،‭ ‬وفي‭ ‬إحدى‭ ‬المرات‭ ‬حاول‭ ‬خنقها‭ ‬وكان‭ ‬وجهها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬مصفرا‭ ‬ومتقلبا‭ ‬لونه‭. ‬وأبلغت‭ ‬والدة‭ ‬الزوج‭ ‬بالموضوع‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬حادثته‭ ‬بالموضوع‭ ‬رد‭ ‬علي‭ ‬بألا‭ ‬أتدخل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭.‬

الشاهد‭ ‬الثالث‭ ‬ابن‭ ‬خالة‭ ‬الزوجة،‭ ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬موجود‭ ‬لوقت‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬والد‭ ‬الزوجة،‭ ‬وزوجها‭ ‬لم‭ ‬يوفر‭ ‬المسكن‭ ‬أو‭ ‬المصروفات‭ ‬لزوجته‭.‬

 

الحيثيات

قالت‭ ‬المحكمة‭ ‬“إن‭ ‬الضرر‭ ‬أمر‭ ‬موضوعي‭ ‬يقدره‭ ‬قاضي‭ ‬الدعوى‭ ‬ويستشفه‭ ‬من‭ ‬ظروفها،‭ ‬والواقع‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬أن‭ ‬الزوجة‭ ‬ادعت‭ ‬ما‭ ‬سلف‭ ‬بيانه،‭ ‬ولم‭ ‬تقدم‭ ‬ما‭ ‬يثبت‭ ‬الضرر،‭ ‬وبالتالي‭ ‬جاء‭ ‬ادعاؤها‭ ‬مرسلا‭ ‬بلا‭ ‬دليل”‭.‬

وأضافت‭: ‬الزوجة‭ ‬طلبت‭ ‬احتياطا‭ ‬بالقضية‭ ‬بالطلاق‭ ‬الخلعي،‭ ‬وهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الطلاق‭ ‬يتقوم‭ ‬على‭ ‬الكراهية‭ ‬من‭ ‬الزوجة‭ ‬للزوج،‭ ‬وبالبذل‭ ‬من‭ ‬قبلها،‭ ‬ويكون‭ ‬ذلك‭ ‬بالتوافق‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬البين‭ ‬اتفاق‭ ‬على‭ ‬مقدار‭ ‬البذل،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يقتضي‭ ‬الطلاق‭ ‬الخلعي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ترفض‭ ‬المحكمة‭ ‬الطلب‭ ‬الاحتياطي‭ ‬بالطلاق‭ ‬الخلعي‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬الموضوع‭ ‬الأهم‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بموضوع‭ ‬الخلاف‭ ‬على‭ ‬مسكن‭ ‬الزوجية،‭ ‬فذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬الزوجة‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬لها‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬منزل‭ ‬الزوجية‭ ‬إلا‭ ‬بإذن‭ ‬زوجها،‭ ‬وحيث‭ ‬إن‭ ‬الزوج‭ ‬يطلب‭ ‬الحكم‭ ‬بإلزامه‭ ‬بالرجوع‭ ‬لمنزل‭ ‬الزوجية‭ ‬ولم‭ ‬تقدم‭ ‬الزوجة‭ ‬ما‭ ‬يثبت‭ ‬تضررها‭ ‬منه‭ ‬فإن‭ ‬المحكمة‭ ‬تقضي‭ ‬بإلزامها‭ ‬بالرجوع‭ ‬لمنزل‭ ‬الزوجية،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الزوجة‭ ‬لم‭ ‬تمانع‭ ‬من‭ ‬تمكين‭ ‬زوجها‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬منزل‭ ‬الزوجية،‭ ‬والمحكمة‭ ‬تلزمها‭ ‬بما‭ ‬ألزمت‭ ‬به‭ ‬نفسها‭.‬

وقضت‭ ‬المحكمة‭ ‬بإلزام‭ ‬الزوجين‭ ‬بالمصروفات‭ ‬مناصفة‭.‬

 

شرح‭ ‬منطوق‭ ‬الحكم

رفضت‭ ‬المحكمة‭ ‬طلب‭ ‬الطلاق‭ ‬الوارد‭ ‬من‭ ‬الزوجة،‭ ‬وألزمت‭ ‬الزوج‭ ‬بالرجوع‭ ‬لشقته‭ ‬في‭ ‬بناية‭ ‬والد‭ ‬زوجته،‭ ‬وتمكينه‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬هذه‭ ‬الشقة‭.‬