المشهد اليوم، امرأة تلقي طفليها من فوق نهر دجلة، حيث كان الأمر بإرادتها ومات الطفلان “دون قصد”، نعم هي ألقتهم ولكن الظروف التي أوصلت أهلنا في العراق إلى هذا الوضع الأليم هي السبب، ولسنا في وارد الكلام عن الأسباب الظاهرية وكيف أن “القضاء منح أب الطفلين الحضانة عليهما في سبتمبر الماضي، بعد تطليقها بسبب مشاكل”، ولكن ضع تحت كلمة “مشاكل” ألف خط، هذه المشاكل قد لا تخفى على اللبيب الفطن المتابع.
كلمة أخيرة ولتكن همسة في الأذن: من كانوا يحلمون بعراق أجمل، أيقنوا أن هناك من يتاجر بأرواحهم باسم الدين.
أما أنت أيتها المرأة العراقية رغم بشاعة فعلك، لن نلومك، فليس هناك أم تفعل هذا لولا عمق الدوافع، نقول هذا ولا نبرره، لكن نضيف أن وجهة النظر هذه لن يفهمها أصحاب العقول الساذجة، إلا إذا صاروا تحت تلك المعاناة التي يعيشها أهلنا في العراق، حينها فقط سيدركون كيف أن فعلها ليس عنهم ببعيد.
اللهم أعد العراق كما كان، اللهم بدل أحوالهم وأرجع لهم الأمان وأبدل خوفهم أمنا، اللهم ألف بين قلوبهم ووحد صفوفهم واجبر كسرهم واجعلهم إخوة متآخين متكاتفين أمام أعدائهم.