العدد 4381
الإثنين 12 أكتوبر 2020
banner
ماكرون وأزمة الدين
الإثنين 12 أكتوبر 2020

رغم أن أحدا من المسلمين لم يفوض الرئيس الفرنسي ماكرون لتشخيص حالة دينهم وتقييم الإسلام، إلا أنه تطوع من تلقاء نفسه بحديث لم يميز فيه سواء عن قصد أو بدون بين الإسلام والمسلمين، ليعلن اكتشافه الجديد بأن “الإسلام يمر بأزمة في كل العالم”، وكأنه اعتنق هذا الدين ولم تعجبه أخلاقه وتعاليمه ومبادئه وأركانه.

لو أن ماكرون كان يتحدث عن المسلمين في العالم لربما كنا قد سكتنا خجلاً من أوضاعنا، أو حتى أيدنا تصريحاته انطلاقًا من رغبتنا في الإصلاح والتغيير للأحسن، لكن الكلام عن الإسلام كدين أظهر وكأن الرئيس الفرنسي في حالة من الخصام “أو ربما العداء” الشخصي مع هذا الدين لأسباب لا يعلمها إلا ماكرون نفسه الذي أطلق خلاصته دون أي توضيح لطبيعة الأزمة التي يعاني منها الإسلام أو يقدم لنا وصفة للعلاج كي يكون كباقي الأديان السماوية دون أزمات.

قبل أيام من هذا الحديث، رفض الرئيس ماكرون انتقاد مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية التي قامت بإعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تستفز مشاعر جميع المسلمين بداعي أن على المواطنين الفرنسيين أن يحترموا بعضهم البعض، وأن يتجنبوا حوار الكراهية، وها هو الآن يدلي بكلام يؤدي إلى الغضب ويزيد من الكراهية ضد المسلمين.

حسبنا في الرد على كلام ماكرون عن أزمة الإسلام تلك الدراسة الصادرة عام 2017م عن مركز بيو الأميركي للأبحاث المتخصص في الإحصائيات الديموغرافية، والتي ذكرت أن الإسلام ينمو بشكل أسرع من باقي الأديان، متوقعة ارتفاع النمو السكاني العالمي بنسبة تناهز 32 بالمئة بحلول العام 2060، وزيادة عدد المسلمين وحدهم خلال الفترة ذاتها بنسبة 70 بالمئة، وهو ما فسره كونراد هاكيت، الباحث في خصائص السكان الديموغرافية بالمركز بأسباب عدة أهمها الثبات العقائدي لأغلب المسلمين، فهم يولدون ويموتون على دينهم، على خلاف أتباع الديانات الأخرى الذين يلجأون إلى تغيير معتقداتهم الدينية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية