العدد 4332
الإثنين 24 أغسطس 2020
banner
جواسيس المدير والمسؤول
الإثنين 24 أغسطس 2020

التجربة ليست كل شيء في بناء صرح العلم، فهي تجمع من هب ودب من الثابت الراسخ والوهمي الخيالي، من الحق الذي لا جمجمة فيه والباطل الذي لا سند له، من الارتباطات المنطقية والتقريبات الاتفاقية، وكذلك الحال ينطبق على بعض المسؤولين والمدراء في الدوائر الحكومية والخاصة، فهذه النوعية من المسؤولين لا يفرقون بين الحجر والكتاب والقلم، ويتصفون بطيش التصرف والأنانية الغاشمة الظالمة، ويعملون بشكل واضح على تكبيل وتكميم الموظفين وتخويفهم عبر جهاز عتيق يدعى “جواسيس المدير” الذين لا يخرجون عن أوامره أبدا، ويحاولون إرضاءه بأية صورة، ولسنا بحاجة إلى من يدلنا على ذلك، فهذه الظاهرة المخزية موجودة في ساحات العمل ونحتاج إلى سلاسل وحلقات للتحدث عنها.

هذا المسؤول بدل أن يكون خادما للناس وأمينا ونشيطا، ذكيا مدركا متواضعا لطيفا ومن أقدر الرجال الذين يحملون المسؤولية، يصبح الأبرز في المناورة والخبث والتهديد واستغلال المنصب لتحقيق أغراض شخصية، أو نتيجة مرض نفسي مترام بغير نهاية، والله وحده يعلم كيف يوزع “أنصاره من الجواسيس” في المكاتب بقصد تحقيق أية أغراض، وترضية لأية نوعية من الشخصيات، ووجود أمثال هؤلاء أشبه ببقعة زيت فوق شرشف أبيض، وكلما بقي في منصبه ازداد عدد الضحايا من الموظفين البسطاء الذين لا يستطيعون كسر أقفال الخوف وتصحيح الأوضاع، خوفا من التهميش والتقارير السوداء والمرارة وسوط العقاب.

إن الحلقة الحديدية التي تحيط بهذه النوعية من المسؤولين يجب أن تكسر وتحطم لتكون بيئة العمل سليمة معافاة، ويعمل الموظف بارتياح وسعادة وليس في جو مليء بالخوف والمؤامرات وكأن الإدارة التي يعمل فيها خاضعة للمسؤول مباشرة ومن أملاكه الخاصة، وليس للدولة أو جهة العمل، ومع الأسف نسمع قصصا كثيرة عن خوف الموظفين وعدم معرفتهم إلى من يتحدثون أو يشتكون، خوفا من زملائهم أصحاب القلوب العرجاء التي تكسر حياة الإنسان وتحيله لصا يشتهي الجلوس في الظلمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .