حاجة المجتمع إلى الاختراع هي التي تدفع المخترع إلى الظهور، ومن المحال أن يفهم أي اختراع إلا في ضوء الاتجاهات السائدة في العلم والحياة العملية، والتجارب المتعددة التي مرت بها مجتمعاتنا منذ بداية النهضة حتى وقتنا الحالي، جعلتنا مؤهلين لإنجاز المشاريع الكبرى واقتحام ميدان الصناعات الذي يحظى برعاية ومتابعة ودعم من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، فسموه أكد في تصريحات سابقة أن “الوقت حان لإحداث تطور جذري في الصناعات الوطنية بشقيها الحديث والتقليدي وصولاً إلى جعل السلع الموسومة بـ “صنع في البحرين” رائجة محليا وإقليمياً”.

قبل يومين طالعتنا الصحافة بخبر “تأسيس مصنع للكمامات من قبل مجموعة من المستثمرين الخليجيين والبحرينيين بمعدل طاقة إنتاجية تتراوح بين 4 إلى 5 ملايين كمام شهرياً بأنواع مختلفة، وأن المصنع حالياً قيد البحث والتطوير للحصول على أفضل جودة ممكنة بما يخدم القطاع الصحي والشعبي في المملكة”، والأمر الذي لا ينبغي أن يغيب عن الأذهان، هو أن فكرة التخطيط ذاتها لتأسيس مصنع للكمامات في مملكة البحرين بما يحقق الاكتفاء الذاتي، تمثل قاعدة صلبة لتطوير الإنتاج وفتح أبواب مرحلة جديدة من الصناعات الوطنية، حيث إن الإنتاج المحلي أو الصناعة الوطنية في أي بلد تعتبر القاعدة المهمة ومن أهم محاور الاقتصاد، والبحرين تمتلك مقدرة كبيرة على المنافسة في هذا المجال وعندها مواطن قوة وأحدث التقنيات والمرافق المتطورة.

بغض النظر عن قضية “كورونا” والطلب المتزايد على الكمامات والقفازات، إلا أن حتمية المسار الذي تسير فيه مجتمعاتنا، تجبرنا على تحقيق مزيد من التقدم والرخاء والسير بالصناعات الوطنية في خط مستقيم بطريقة مضطردة، والتحول من بلد يستورد إلى بلد يصدر، وللبحرين نجاحات كبيرة في هذا المجال ويحظى القطاع الصناعي بدعم واهتمام كبيرين من جانب القيادة، ناهيك عن الحوافز الكبيرة التي تقدمها الدولة.