+A
A-

قصة موظف بفيسبوك وابتزاز الحرس الثوري

بمقال نشره على مدونته وشارك قصته على تويتر، انتشرت صرخة المواطن الإيراني الكندي بهداد اصفهبد، الذي لاحقته أعين الحرس الثوري بعيد اعتقاله في إيران.
ففي مقال مطول حمل عنوان "رجاء اقرأوا هذا.." شرح الشاب الذي كان يعمل سابقا مهندسا رقميا في شركة فيسبوك، كيف انقلبت حياته منذ يناير الماضي، وبات ملاحقا من قبل مخابرات الحرس الثوري من أجل تجنيده للوشاية بأي مواطن إيراني في الخارج يظهر نشاطات مشبوهة.


اعتقال واستجواب
وفي التفاصيل، بدأت الحكاية يوم السابع من يناير الماضي بعد أيام على اغتيال قائد الحرس الثوري في إيران، حين وصل الشاب إلى طهران بغية قضاء إجازة أسبوعين لرؤية عائلته، لكن مخططاته تطايرت حين أقدم عناصر من الحرس الثوري على اعتقاله.
وعلى مدى 7 أيام، احتجز في الحبس الانفرادي حيث تعرض للتعذيب النفسي من أجل إجباره على التعاون.
وفي مقاله الذي نشره قبل أيام، شرح كيف نقلته المخابرات عند اعتقاله إلى سجن إيفين سيئ الصيت، حيث كان يستجوب 6 ساعات في اليوم.
كما كشف أن الضباط قاموا بأخذ جميع المعلومات الخاصة على أجهزته، بالإضافة إلى بياناته على "غوغل" و"فيسبوك" و"تويتر" وشبكات أخرى مثل "تلغرام" و"لينكدإن".
وبحسب اصفهبد، فقد اعتقله الحرس الثوري لظهوره في صورة مع عدد من قيادات الحركة الخضراء على الرغم من أنه ليس ناشطا سياسيا على الإطلاق.


تعاون مع الحرس
أما حقل التعاون فكان تجنيده من الخارج حيث يعيش (يقطن حاليا مدينة إدمونتون الكندية) من أجل العمل مخبرا للحرس الثوري، وحين وعد بالتعاون، أطلق سراحه، فسافر إلى كندا.
إلا أن الملاحقات تابعته على مدى أشهر، حيث وجه عناصر موالين للحرس الثوري رسائل جمة عبر حساباته على مواقع التواصل للضغط عليه وترهيبه.
حتى قرر أخيرا الأسبوع الماضي الإفصاح عما جرى، بعد أن انهار وخسر عمله ولم يعد قادراً على التفكير.
ولعل النقطة التي قصمت ظهر البعير، كانت عند تلقيه في 14 يونيو، رسالة نصية من حساب غريب على إنستغرام، يفترض أنه من "صديق لابن عمته"، لكنه اكتشف لاحقا هويته.
فلقد كان هذا الصديق من قسم المخابرات في الحرس الثوري (IRGC) وكانت الرسالة عبارة عن رمز مُعد مسبقًا.
وتضمنت الرسالة ما يلي: "كنت ضيفنا في طهران وأكلنا الكباب.. هل تتذكر ؟ تجاذبنا أطراف الحديث حول البرتغال وعملك هناك أيضا...".
إلا أن مفاد الرسالة كان واضحا " حان وقت العمل بعد تهرب، كوكيل للحرس الثوري الإيراني في أميركا الشمالية، وإرسال معلومات حول الأصدقاء والمعارف في الشتات".
وكان تلقى أيضا في 4 يونيو رسالة تذكره باتفاقه مع الضباط، لكنه تجاهلها، إلا أن الضباط استمروا في الاتصال به عبر "واتساب" و"تلغرام" و"سيغنال".


ضغوط على عائلته
وبعد أسابيع قليلة، اتصل الضباط بشقيقته وأرسلوا لها رسالة.
كما أكد استدعاء عائلته مؤخرًا، قائلاً إن الحرس الثوري طلب منهم أن يُستجوب مرة أخرى، معربًا عن قلقه من أن أسرته قد تتعرض للسجن أو التعذيب، مضيفًا أنه "مثل أي متجاوز، فإن أكبر مخاوف الحرس الثوري الإيراني هي أنني سأفضحهم".
وتابع: "لا أعرف كم من الوقت لدي لإنهاء حياتي قبل أن يتعرض الآخرون للتعذيب، ولكن قبل الإقدام على ذلك، فسوف أفضح كل الذين عذبوني".
يشار إلى أن الحرس الثوري كان وافق على الإفراج عنه مع إبقاء قضيته في السلطة القضائية لمدة 10 إلى 20 عامًا، شريطة أن يتعاون معهم بعد مغادرته إيران ويزود إيران بمعلومات عن الأفراد المطلوبين من قبل الحرس الموجودين في شبكة معارفه.