+A
A-

باحث أميركي: قناة الجزيرة أداة للنظام القطري وحانت النهاية

تصاعد الضغط على على قناة الجزيرة القطرية من أجل تسجيلها كوكيل أجنبي في الولايات المتحدة، وذلك بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، بعد تهرب القناة من هذا الشرط لنحو عام، وتقول إنها مؤسسة مستقلة تحريرياً، ولا تخضع للحكومة القطرية.

وقال كليف سميث مدير برنامج واشنطن بمنتدى الشرق الأوسط إن قناة الجزيرة هي الناطق الإعلامي للنظام القطري الداعم للإرهاب، معربا عن قلقه من تحدي شبكة الجزيرة محاولات إلزامها على الامتثال للقوانين الأميركية المتعلقة بمنافذ الدعاية الأجنية، ولكن وفقا للكاتب، فإن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة العدل الأميركية، بالإضافة إلى التدقيق من قبل الكونغرس، تشير إلى أن "اللعبة تتغير".

وبسبب ممارسات وأنشطة متماشية مع الحكومة القطرية، وجه مشرعون أميركيون رسالة إلى وزارة العدل تطالب بتسجيل شبكة الجزيرة القطرية كوكيل أجنبي بشكل عاجل.

وفي الرسالة التي نشرها الموقع الإلكتروني التابع للسيناتور الأميركي الجمهوري ماركو روبيو من ولاية فلوريدا، أشار المشرعون، ومن بينهم النائب الجمهوري لي زيلدين، إلى ممارسات وأنشطة قناة الجزيرة، وأكدوا أنها تتماشى بشكل وثيق مع أولويات الحكومة القطرية.

وتشير الرسالة أيضا إلى أن المؤسسات الإعلامية الأخرى المملوكة للدول التي لها أنماط ووقائع مماثلة وتصل خدمتها إلى الولايات المتحدة، قد طلب منها مؤخرا أن تسجل كوكلاء أجانب.

وكانت وزارة العدل الأميركية قد أدرجت مؤسسة التلفزيون التركي "تي آر تي" كوكيل أجنبي، وهو ما مثل "كابوس" لقناة الجزيرة، حيث أن "الدور كان لا بد أن يأتي عليها"، وفقا لمقال كليف سميث بمجلة "نيوز ويك".

وجاء في رسالة المشرعين: "بما أن وزارة العدل رأت أن على "تي آر تي" أن تسجل كوكيل أجنبي، بسبب ممارسات حكومة تركيا التي "توجه وتسيطر" على محتوى وإدارة المحطة، فأن ذلك ينطبق تماما كذلك على الجزيرة".

 

أداة قطرية

وكتب سميث في مقاله "بالفعل الجزيرة هي أداة لأمير قطر.. كما وضحت رسالة روبيو التي أشارت إلى أن القناة كانت تحت سيطرة الأمير حتى 2018، قبل أن تصبح تحت سيطرة "شبكة الجزيرة الإعلامية"، والتي يرأس مجلس تنفيذها حمد بن ثامر آل ثاني، أحد أقارب أمير قطر".

وذكرت رسالة المشرعين أنه وفقا للقانون القطري الجديد، فإنه يحظر على الجزيرة أن تنشر أي بيانات أو أخبار تضر بمصالح الدولة، أو تحرك الرأي العام ضد قطر.

وقال سميث: "هذا القانون في حد ذاته يقضي على فكرة "الحرية التحريرية" للجزيرة، فمراسليها قد تتم مقاضاتهم  إذا ما نشروا أي أخبار تضر المصالح الوطنية، وهو معيار غير واضح بحد ذاته، وقد يشمل أمور كثيرة".

وأضاف: "الرد المعتاد لقناة الجزيرة على مثل هذه المخاوف، هو الضغط العدواني الذي يهدف إلى إسكات منتقديها. عندما طالب عضو الكونغرس جاك بيرغمان، أحد الموقعين على الخطاب، في السابق، بامتثال الجزيرة لقوانين لجنة الاتصالات الفيدرالية، ألقت الجزيرة بمحاميها عليه، مما دفع بيرغمان لوصفها بمحاولة قاسية للترهيب".

وأشار الباحث الأميركي في مقاله إلى أن قطر أنفقت ما يقرب 1.8 مليون دولار على حملات "ممارسة الضغط" العام الماضي، ولكنها جزء صغير من حملات قطر الواسعة لشراء الرأي العام.

من جانبه، قال لي سميث من معهد هدسون للدراسات: "أقدمت  قطر على العملية الأكثر تطورا واستدامة، أكثر من أي دولة أخرى، للتأثير على صناع القرار في العالم الغربي، وخاصة الرأي الأميركي، لمصلحتها. يهدف كل ما تفعله قطر تقريبا إلى تبييض سلوكها وزيادة نفوذها السياسي".

وختم الخبير الأميكي مقاله قائلا "مع كل الجهود الكبيرة التي بذلتها قطر، للتأثير على السياسات الغربية لمصالحها، إلا أن "تنمر" الجزيرة قد يأتي إلى نهايته الآن، مع صحوة المشرعين الأميركان".