+A
A-

القائد: تطبيق "مجتمع واعي" استبق دولا كبرى ومنصات عالمية

قال الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية السيد محمد القائد بأن تطبيق "مجتمع واعي" تجربة متقدمة لمملكة البحرين عالميا، وأن هذا التطبيق استبق العديد من الدول الكبرى وتفوق على العديد من المنصات العالمية، فيما قال رئيس قسم الابتكار بجامعة الخليج العربي الدكتور عودة الجيوسي بأن جائحة كوفيد 19 ستحفز الجامعات ومختلف المؤسسات التعليمية على إعادة صياغة خدماتها وانظمتها، فيما ستتعزز شخصية المعلم كصاحب رسالة وليس صاحب مهنة.

جاء ذلك في حلقة نقاشية تحت عنوان "تطويع المعلوماتية لمتابعة وتحجيم كورونا" من خلال استخدام منصة التواصل عن بُعْد التي نظمتها الجامعة الأهلية بمشاركة الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية السيد محمد القائد ورئيس قسم الابتكار بجامعة الخليج العربي الدكتور عودة الجيوسي وأدارها رئيس قسم نظم المعلومات الإدارية بكلية العلوم الإدارية والمالية بالجامعة الأهلية الدكتور يوسف البستكي، وبمتابعة عدد واسع من أساتذة الجامعة وطلبتها والجمهور.

وناقش القائد أثر الثورة الصناعية الرابعة وتطوير السياسات البحرينية لمنظومتها الإلكترونية بما يحاكي الدول المتقدمة، وخصوصا المنصة الوطنية للبيانات التي وفرت كما هائلا من البيانات العامة والإحصاءات المساعدة على وضع السياسات والخطط الاستراتيجية والوطنية، بالاضافة إلى تبني المملكة لسياسة الحوسبة السحابية التي تعد نقلة نوعية في مجال تبني أحدث تقنيات المعلومات.

وخلص القائد إلى أن مملكة البحرين لم تكن بحاجة للاغلاق العام بسبب الجائحة بفضل البنية التحتية المتكاملة لديها في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تحولت الاجتماعات إلى الفضاء الإلكتروني من أعلى المستويات إلى أدناها وتم على نحو السرعة نقل المنصة التعليمية على السحابة الحكومية ، وكان للجنة حوكمة تقنية المعلومات والاتصالات التي تضم ممثلين لسبع جهات حكومية دور فعال في تذليل الصعاب.

ونوه إلى أن مملكة البحرين نجحت في تمكين 45 جهة حكومية من تنفيذ سياسات العمل عن بعد، وتمكين 6500 موظف من الدخول على الأنظمة الحكومية عبر تزويدهم بآلية الدخول الآمن للأنظمة الداخلية للشبكة الحكومية، مشددا على أن الحكومة نجحت في توفير 61% من خدماتها بشكل الكتروني، وتقديم أكثر من 400 خدمة عبر البوابة الوطنية، وأن نسبة بسيطة جدا من الخدمات هي التي ما تزال تتطلب الحضور الشخصي المباشر.

وتطرق القائد إلى تجربة تطبيق "مجتمع واعي" الذي قدم تجربة رائدة ومتميزة ليس اقليميا وحسب وانما عالميا، فلا تتوقف خدمات التطبيق عند التوعية وحجز المواعيد، وإنما تجاوزت ذلك إلى إدارة الحجر المنزلي الاحترازي والعزل المنزلي للمصابين؟، ومن خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، تمكن التطبيق من إعطاء تنبيهات المخالطة لأكثر من 8 آلاف مخالط والذين تم رصد 1550 مصاب بينهم بدون أي تدخل بشري.

ومن جانبه تناول رئيس برنامج إدارة الابتكار والتقنية بجامعة الخليج العربي الدكتور عودة الجيوسي استشرافات المستقبل التعليمي في أعقاب الجائحة، قائلا بأن الحياة اليومية للناس بعد الجائحة ستختلف عنما كانت عليه قبلها، مشيرا إلى أن من طبائع الأزمات أن تعيد هندسة الاشياء وتعيد ترتيب الأولويات وتعيد صياغة التصورات.

وقال في هذا الصدد: الآثار الاقتصادية للجائحة أكبر من تلك التي نجمت عن الأزمة المالية العالمية في 2008، وأكبر من تلك الآثار الناجمة عن الحرب العالمية الثانية، أما على مستوى التعليم الجامعي فستحفز هذه الجائحة على مزيد من الاهتمام بتخصصات تحليل المعلومات والعمل عن بعد والذكاء الاصطناعي، كما نتوقع انخفاض الطلبة المسافرين للخارج لتلقي العلم، فيما ستعيد الجامعات بالمقابل صياغة نفسها وخدماتها وأنموذجها بناء على هذه التجربة التي خاضتها البشرية بأسرها.

واستطرد موضحا: من المرجح أن يتقبل صناع القرار في مختلف الدول فكرة التعليم عن بعد على نحو أكبر، وكذلك الطلبة وأولياء أمورهم، وسيعيد الجميع التفكير في أولويات البحث العلمي، كما سيزيد الاهتمام العالمي بمستقبل التعليم بشكل عام، وسيتعزز بفعل هذه الجائحة دور المعلم كصاحب رسالة بدلا من دوره كصاحب مهنة.