+A
A-

ماضون بالتعليم رغم كورونا

في ظل الأوضاع الراهنة بتفشي فيروس كورونا (كوفيد 19 ) ، طال تأثير هذه الأزمة النظم التعليمية في جميع أنحاء العالم، لكن مملكة البحرين شهدت تجربة فريدة من نوعها في تخطي صعوبات التعلم عن بعد وفي خلق فرص جديدة للنهضة التعليمية.

ويعود الفضل إلى قيادتنا الرشيدة أولًا التي بادرت مباشرةً باتخاذ القرار في استمرارية التعلم عن بعد، والإشادة بأهميته للمجتمع.

ولا ننسى فضل وزارة التربية والتعليم التي ومنذ سنة 2005 تفانت في متابعة مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل.

في حين لازالت بعض الأنظمة التعليمية خارج المملكة تبحث عن الأدوات والطرق المناسبة، لقد توافرت لدينا البنية التحتية المثالية لتطبيق نظام التعلم عن بعد على أكمل وجه! فقد تم صقل المهارات لدى الكادر التعليمي لتطبيق الأدوات الرقمية في تصميم الدروس الإلكترونية، وتم تعريف الطلبة والطالبات بمختلف المستويات التعليمية على أهم مهارات القرن الواحد والعشرين، فعندما تمت النقلة إلى مرحلة التعلم عن بعد، توافرت الموارد والمهارات المطلوبة.

ولعل البعض قاوم الخضوع إلى عملية التعلم عن بعد في البداية، ولكن تكاتف الطاقم التعليمي من جميع أنحاء المملكة ومن مختلف المؤسسات التعليمية بث روح الإيجابية والتفاؤل وأيقظ أهمية الإحساس بالمسؤولية إتجاه التعليم عند الطلبة وعند أولياء الأمور، الأمر الذي خلق ما نشهده الآن من مجتمع محب للعلم بالرغم من كورونا.

ورغم أن هذا الوضع جديد، إلا أن التعليم عن بعد أثبت جدارته في الوصول إلى الطلاب ومواصلة دفع العملية التعليمية إلى الأمام.

وفي حين تتسابق المعاهد والمؤسسات التعليمية لطرح العديد من البرامج عن بعد، طرح مشروع iLearn Academy البرامج الأهم في مكافحة الأزمة التعليمية المتوقعة في ظل هذه الجائحة ألا وهي البرامج التأسيسية للطلبة في المراحل الابتدائية والتي تتمحور حول اكتساب المهارات اللغوية الأساسية اللازمة لتعلم القراءة والكتابة. والتي ستقدم من خلال دروس افتراضية تتوافق مع التطورات التكنولوجية الحديثة وأساليب التعلم عن بعد التي تم تصميمها بناءً على توصيات منظمة الأمم المتحدة (اليونسكو).

 كما أن مبدأ  iLearn Academy يتمثل في كسب ثقة الطلاب وخلق جو يسوده الأمان والاحترام المتبادل مما يعزّز من ثقة الطالب بنفسه و يفسح له المجال ليعبّر عن أفكاره ليصبح بالتالي اكثر إنتاجية وابتكاراً.

ولتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، تم تخصيص مقاعد مجانية للطلبة المواطنين من العائلات ذوي الدخل المحدود والمتضررين من كورونا.

بالإضافة إلى الورش والدورات القصيرة المجانية التي تساهم في تطوير الذات للطلبة الجامعيين.

إن التعليم أمانة وطنية لدى حاملي رسالة العلم، فمن الواجب أن يتم تحقيق الأهداف المرجوة منها والإصرار على توصيل الرسالة رغم الصعوبات والتحديات التي نواجهها، وذلك حتى نحافظ على جودة المخرجات التعليمية للجيل القادم، وخلق جيل من الشباب متمكن من مواكبة التطوير في سوق العمل لرفع اسم مملكتنا الغالية في جميع المجالات، ليصبح النظام التعليمي بالمملكة من أفضل النظم التعليمية والتدريبية تحقيقاً لرؤية البحرين 2030.