العدد 4268
الأحد 21 يونيو 2020
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
نواب الكآبة
الأحد 21 يونيو 2020

خالف تذكر، هذا هو الهدف من إثارة الفقاعات في الهواء، هناك بالعالم أشخاص تتاح لهم الفرصة مرة واحدة في الحياة، فيحدثون فرقا في عالمهم ويغيرون إلى الأفضل، وهناك أفراد تتاح لهم عشرات الفرص لإحداث فرق في بلدهم فقط ومع ذلك يفقدون الفرص وتفقدهم الفرص، ولا يتركون لا بصمة ولا أثرا سوى قبض الريح... هذا ما ينطبق على نواب بالبرلمان منذ 2002 وحتى 2020، يفكرون مثل دواليب الهواء، يدورون حول أنفسهم ويضيعون الوقت، ويشغلون الدولة والمجتمع في وقت كهذا الذي يمر به العالم والبحرين.

ناموا واستيقظوا على نفس الصورة، مثل أهل الكهف، صحوا على ما يُسمى رغبة برلمانية حول الحشمة! منع الغزل، منع اللباس، منع الفرح، منع التنفس... لا تتعجبوا فاليوم الذي سيكون فيه قانون منع الضحك والفرح سيأتي ولا شك، وكأنهم لم يتعلموا أو يتفكروا من كل العقود التي مرت وفيها البحرين وشعبها، نموذج الوسطية والاعتدال والتوازن والانفتاح الطبيعي مثل كل دول المنطقة، لكن يبدو أن نواب الغفلة لا يفكرون إلا بعقلية تورا بورا!

فبينما نرى دولنا الخليجية كالمملكة العربية السعودية، تخطو خطوات للأمام، وتنفتح على العالم وتحدث تغييرًا يشهد له العالم، ويرحب به المجتمع، نرى عربة بعض النواب بلا عجلات، لا يتعدون أصابع اليد الواحدة وفي ظرف معقد كهذا الظرف اليوم، وضمن توتر وقلق واحتقان، أشد ما نكون فيه بحاجة للتفاؤل والحيوية ونفض الغبار عن الركود والكساد والإحباط، يأتي ثلاثة أو أربعة هامشيون يعكرون مزاج المجتمع برمته ويوقدون التوتر ويحدثون الانزعاج وكأنهم مندوبون للكآبة. منذ 2002 وحتى 2020 ظلّ المجتمع البحريني يعيش في ظلّ التسامح والوسطية والاعتدال ورفض على مدى كل الفصول النيابية الآيديولوجيات المتطرفة والمتزمتة والغريبة عن مجتمعنا المدني الطبيعي، ورغم كل هذا الفشل المتوالي الذي لم يلقَ لا من الدولة ولا من المجتمع ولا حتى من أهالي هؤلاء النواب صدى، يظل عدد محدود منهم يزايد ويراهن على فتح دواليب الهواء وتعكير صفو المجتمع، لا من أجل هدف سوى الفوضى وإضاعة الوقت والجهد، فلو كان مجتمعنا متطرفا ومتزمتا لاستمع لهم منذ عشرين سنة ولكن لا أفهم إصرار، ثلاثة نواب في كل فصل على إثارة هذه الزوبعة فليس القصد منها سوى خالف تُذكر!

 

تنويرة:

لا تحبس امرأة خشية عليها، بل أطلق سراحها خشية على نفسك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية