+A
A-

لمَ كل هذا الغضب من ترمب تجاه منظمة الصحة العالمية؟

صب الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض جام غضبه على منظمة الصحة العالمية، مؤكدا أنها أداة من أدوات الصين، وجاء رد ترمب على توضيحه سبب حجب نحو 500 مليون دولار أميركي هي قيمة ما تدفعه الولايات المتحدة للمنظمة سنويا.

أداء سيئ منذ البداية

وأوضح ترمب أن المنظمة العالمية منذ بداية تفشي كورونا ستخدمت كأداة من أدوات الصين، قائلا: "كانت (منظمة الصحة العالمية)، تتمحور حول الصين بالكامل"، موضحا أنه قام بتقييم كامل الموقف، وبعدما كان قد سبق أن أشاد بأداء منظمة الصحة العالمية في بادئ الأمر، إلا أنه بدأ في التيقن من كل الأخطاء التي ارتكبتها المنظمة في تعاطيها مع الأزمة.

قرار مناسب بالوقت المناسب

كما كشف أن المنظمة لم ترد أن تغلق الولايات المتحدة الرحلات الجوية من وإلى الصين، وعلى وجه التحديد إلى ووهان، قائلا: "لا يريدون إغلاق حدودنا، مشيرا إلى أنه على الرغم من ذلك اتخذ القرار بإغلاق الحدود (الأميركية) في وقت مبكر للغاية. وفي هذا السياق تطرق ترمب إلى المعارضة والانتقادات التي تعرض لها آنذاك، قائلا: "بالمناسبة، اتخذت القرار في وقت مبكر جدًا، بينما كانت نانسي بيلوسي (رئيسة مجلس النواب الأميركي) تحاول إقامة مناسبات في سان فرانسيسكو في الحي الصيني، لأنها اعتقدت أنه سيكون رائعا أن تُظهر أن هذا الشيء (فيروس كورونا) غير موجود".

وانتقد ترمب بعض رموز المعارضة الأميركية قائلا: "هناك بعض السياسيين على الجانب الآخر لا يعرفون ماذا يفعلون".

واستطرد شارحا الخطوات التي اتخذها، قائلا: إنه قام بدراسة المخططات الزمنية واتخذ القرارات في التوقيتات المناسبة.

انعدام التوازن والمساواة

إلى ذلك، انتقد أداء منظمتي الصحة والتجارة الدوليتين، قائلا: إن منظمة الصحة العالمية، تتعامل (مع الولايات المتحدة) "مثلها مثل منظمة التجارة العالمية تمامًا، وإنهما يتعاملون (مع الولايات المتحدة) منذ عقود طويلة، بشكل سيء للغاية، وبانحياز تام لصالح الصين".

وأشار ترمب إلى أن انطلاقة الصين (عالميا) حدثت بعدما انضمت إلى منظمة التجارة العالمية، مشككا في المساواة والتوازن في التعامل بين تلك الأطراف قائلا: "بسبب ما حدث. فكر في الأمر: إنهم يعتبرونها (الصين) دولة نامية، ونحن (الولايات المتحدة) لسنا كذلك. لكننا دولة نامية أيضًا من وجهة نظري. ونحن نتطور أيضًا. لقد تعاملت هذه المنظمات معنا بمعاملة سيئة للغاية".

كما أكد أن إدارته نجحت في تحقيق نجاحات لتصحيح المسار، وقال ترمب: "إننا حاليا نفوز بالكثير من المحاور، التي لم نفز بها من قبل في الماضي. ونحن نربح الكثير من المال الذي لم نربحه في الماضي. هذا فيما يتعلق بمنظمة التجارة العالمية. ولكن ما حدث مع منظمة الصحة العالمية، فإنه قمة العار".

واستطرد قائلا: "تدفع الولايات المتحدة 400 إلى 500 مليون دولار سنويًا (لمنظمة الصحة العالمية)، في حين لا تدفع الصين أكثر من 38 أو 39 أو 40 مليونًا سنويًا فقط. و[على الرغم من ذلك يبدون و] كأنهم (الصينيون) يسيطرون على هذه المنظمة".

انتقاد مدير منظمة الصحة

وانتقد ترمب بشكل خاص مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، موضحا أنه كان يمكنه أيضا السعي للسيطرة على منظمة الصحة العالمية، وقال: "يمكنني القيام بذلك أيضًا، إذا كنت أرغب في تكريس وقت كامل لذلك. ولدي بعض الأشخاص القادرون على التعامل مع الدكتور تيدروس (أدهانوم غيبرييسوس). وكرر ترمب قائلا: "نعم أنا أستطيع السيطرة عليهم أيضا ويمكنني فعل ذلك بشكل جيد للغاية، ولكن هناك شيء ما يحدث. إن هناك شيئا ما سيئ للغاية".

"لن نكون مغفلين"

كما تعهد بأن يتم قريبا إعادة تخصيص مبلغ 500 مليون دولار، التي تم حجبها عن منظمة الصحة العالمية، في أعمال تعود بفوائد كبيرة ومهمة لشعوب حول العالم، مستشهدا بأن الولايات المتحدة تنفق مليارات الدولارات لمساعدة الشعوب في جميع أنحاء العالم. واستدرك ترمب قائلا: "لكن أن يتم أيضا دفع 500 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، (ولا يتم الاعتراف بفضل الولايات المتحدة أو الإعراب عن الامتنان لها، وبل وأن يكون) هناك شيء سيئ للغاية يحدث" فهذا لن يستمر، مؤكدا أن هذا الأمر مستمر منذ فترة طويلة وأنه (ترمب) "لا يريد أن يتم استغفال الولايات المتحدة بعد الآن".