بمجرد أن أعلن فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية نيوهامبشير، لخوض سباق الرئاسة الأميركية المقبلة، وصف السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه أخطر رئيس في التاريخ الأميركي الحديث.
ورغم أن فوزه جاء بشق الأنفس وبفارق ضئيل عن منافسه العمدة السابق بيت بوتيدجيدج والسيناتور عن ولاية منيسوتا أيمي كلوباتشر، إلا أنه أعرب عن ثقته بقدرته على الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر2020م، لأنه يحظى بدعم حركة شعبية تضم ملايين الأشخاص وفقا لساندرز الذي بدا وكأنه مرشح في إحدى دول العالم الثالث، حيث راح يطلق التصريحات النارية التي تلعب على العواطف والمشاعر وتبتعد عن الواقعية وتفتقد الرصانة والموضوعية.
قد يقول البعض إن هذه هي طبيعة تلك الفترة التي تسبق الانتخابات وتشهد صراعا ساخنا يفتقد أحيانا العقلانية، ويغلب عليها الحماس الزائد والتصريحات الرنانة وربما غير المنطقية لجذب أسماع وأنظار الناخبين واهتمامهم.
إلا أن الإفراط في مثل هذه التصريحات وابتعادها بمسافات كبيرة عن الحقائق يأتي بنتائج عكسية ويضر المرشح ويفقده العديد من الأصوات المؤثرة لمن يمتلكون قدرا من الوعي والمعرفة والتأثير على غيرهم، خصوصا أن إنجازات الرئيس ترامب ـ الذي تبنى سياسة “أميركا أولاً” منذ وصوله إلى الرئاسة ـ اللصيقة بالمواطن الأميركي والمؤثرة في حياته ومعيشته واضحة وبينة وليست بحاجة إلى من يروج لها، فالإحصائيات تؤكد قوة الاقتصاد الأميركي وأنه يحقق تقدما مستمرا وقدرة على خلق المزيد من الوظائف، كما تكشف استطلاعات للرأي أن 57 في المئة من الأميركيين يرون أنهم في وضع مالي أفضل منذ تولي الرئيس ترامب السلطة وأن ثلثي الناخبين في الكثير من المناطق يميلون إلى التصويت لترامب في انتخابات 2020.
الخلاصة أن هناك نجاحات وكذلك هناك إخفاقات للرئيس الأميركي ترامب، إلا أن اللافت أن الشأن الداخلي الذي يهم الناخب حقق فيه ترامب نجاحًا كبيرا لهذا الناخب الذي قد لا يعنيه كثيرا الشأن الخارجي طالما يحيا حياة آمنة مطمئنة وفي مستوى معيشي يلبي طموحه.