منذ شهرين أضعت بطاقتي البنكية، ولأنني كنت للتو قد استلمتها قررت أن أعاقب نفسي بأن لا أستخرج بطاقة جديدة، وهكذا دوما يطيب لي أن أكافئ أو أعاقب ذاتي حسب المواقف التي أمر بها، لكن حساباتي هذه المرة لم تكن جيدة تماما، ببساطة شديدة لجأت إلى استخدام برنامج البنفت باي لتداول الأموال ودفع فواتيري وغيرها من الأمور، ووجدتني أتعامل بيسر واعتيادية مع البرنامج رغم بعض الأفكار الكلاسيكية التي لا تزال تسيطر على مخي فيما يخص أمن المعلومات وضرورة حمل النقود في المحفظة.
ببساطة أجبرت نفسي على الالتزام أكثر والتعلق بمقترح أكثر يسرا يغنيني عن حمل النقود ونقلها من حقيبة لأخرى كما نفعل طيلة الوقت، وأصبحت محفظتي خالية سوى من اليسير من الأموال التي أحتاجها لأمور الطوارئ، وبات أول سؤال يطرح على لساني عند قضاء أي أمر يتعلق بدفع المال (عندكم بنفت باي؟).
أتأمل العالم من حولي فأتيقن أنه حان الوقت لكثير من النقلات النوعية في تعاملاتنا وأبرزها بالتأكيد تقليص التعامل نقدا وهي خطوة بدأت منذ عشر سنوات ولاقت رواجا كبيرا خصوصا في المجتمعات المليونية كالهند ومصر، فبرنامج كهذا يقلص الكثير من الجهد ويخفف وطأة ضياع الأموال تحت أي مسمى كالإهمال أو السرقة أو سوء التعامل مع النقد ويوفر الوقت في المقام الأول، فالمال ينتقل مباشرة إلى الحساب البنكي دون أن يمر من خلال الكثير من القنوات التي من الممكن أن يهدر بها دون تحقيق الفائدة المرجوة منه.
ومضة: لقد حان الوقت لتعميم هذه التجربة في جميع المحال والمتاجر والمشاريع وكذلك محطات البترول، وبات من الضروري الانتقال تدريجيا إلى عالم إلكتروني كما استطعنا في الكثير من الجهات أن نتخلص من جهد الورق وإن كنا مازلنا بحاجة لمزيد من الجهود في هذا المضمار حفاظا على البيئة ومجاراة للعالم.