+A
A-

طبول الحرب في المجالس والمقاهي والـ"سوشال ميديا"

تشتد سخونة أخبار التوتر بين أميركا وأيران وتتعدد تحليلات المواجهة المرتقبة بعد مقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس وآخرين في غارة أميركية بطائرة مسيرة فجر الجمعة الثالث من يناير 2020، فيما طبول الحرب التي تقرع في الفضائيات ووسائل الإعلام مسموعة هي الأخرى في المجالس والمقاهي ووسائل التواصل الاجتماعي وحسابات السوشال ميديا في البحرين والخليج والعالم عمومًا.

ويتحدث البحرينيون في لقاءاتهم الاجتماعية، بل وحتى في أماكن العمل عن مخاوف "الترقب" لما يمكن أن يحدث في منطقة الخليج العربي، ولا تقتصر تلك الأحاديث على العارفين والمتابعين والمتخصصين بالطبع، بل يشمل عامة الناس من مختلف الأعمار، ومن الجنسين أيضًا، وتطرح التساؤلات الحائرة حول تبعات أسوأ التوقعات في حال نشوب حرب في منطقة استراتيجية من العالم هي في الأساس تعاني من توترات مستمرة منذ حرب تحرير الكويت في فبراير 1991، ومشاهد تلك الحرب، تعيد إلى الذاكرة أحاديث متعددة يدلوا بها كل بدلوه من ذكريات صفارات الإنذار وما يحدث في "الفرجان" حال انطلاقها، مرورًا بمتابعة أخبار انطلاق صواريخ "باتريوت"، فيما الناس آنذاك، تتابع وربما للمرة الأولى، وعبر قناة سي.إن.إن، المواجهة العسكرية "لايف" مباشرة في أخبار وتقارير المذيع الأميركي الشهير "لاري كينغ"، والتصريحات المثيرة للجدل التي يطلقها وزير إعلام وخارجية العراق وقتذاك محمد سعيد الصحاف الذي اشتهر باستخدام مفردة "العلوج"، وهي بالمناسبة، واحدة من المفردات التي واجهت فيها القنوات والصحف الأجنبية مشكلة في ترجمتها إلى العربية حيث لا مرادف لها يناسب اللغة الإنجليزية.

في أحاديث البحرينيين يختلط الجد بالهزل، والقلق بالتهوين، فيما تختط المعلومات الصحيحة بالخاطئة، فمن ناقل للنكات والطرائف والصور والمقاطع الساخرة، إلى متحدث عما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في الخليج العربي حال نشوب حرب، إلى ثالث ورابع وخامس يخبر الناس وهو يقرأ من هاتفه الجوال خبرًا عاجلًا أو بيانًا صادرًا من هذه الجهة أو تلك، وربما اشتد النقاش واحتدم بين طرفين الأول مؤيد للحرب والآخر رافض لها، لكن طبيعة البحرينيين الطيبة تتجلى في دعواتهم بألا تنشب حربًا في المنطقة، وألا تتعرض بلادهم وسائر البلدان لشرور الحروب المدمرة، وأن تمر هذه المرحلة المقلقة بسلام.