العدد 4104
الخميس 09 يناير 2020
banner
ربيع إيران... لن ينطفئ
الخميس 09 يناير 2020

إثر المعلومات والأخبار التي نشرتها وكالة رويترز الدولية بأن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي هو الذي أعطى الأمر بإخماد انتفاضة الشعب الإيراني بشتى السبل والتي راح ضحيتها خلال الأيام القليلة 1500 قتيل، يتجلى لنا بوضوح أن ما تم من محاولة إخماد لجذوة الثورة الإيرانية هو أمر لا يعدو أن يكون أمراً ظاهرياً ــ طال أو قصر ــ ستنفجر بعده ثورة الشعب الإيراني بقوة.

فلا تزال العقوبات الأميركية القاسية على إيران تفعل فعلها في إلحاق الأضرار الكبيرة بالنظام الإيراني، كما أن الثورتين الملتهبتين في كل من لبنان والعراق تمثلان تهديداً كبيراً لإيران في المستقبل، فمن المعلوم أن الأوضاع اللبنانية والعراقية لا تزال مشتعلة بعد مرور أكثر من شهرين على اندلاع تلك الاحتجاجات الشعبية.

خطورة الوضع في لبنان والعراق على إيران يكمن في أن نجاح التجربتين في كل من لبنان والعراق في الإطاحة السلمية بالحكومتين اللبنانية من جهة والعراقية من جهة أخرى، سيعيد الاشتعال في الثورة الإيرانية. هكذا سنجد أن إيران اليوم في حال لا تحسد عليها، وأن مصيرها الذي كان عبر الهيمنة في كل من العراق ولبنان، يبدو أنه سينعكس وبالاً عليها، ففي كل الأحوال إيران اليوم في شرك سيكون من الصعوبة بمكان الإفلات منه وفي تقديرنا المسألة فقط ستكون مسألة وقت.

المسارات الخارجية لإيران مع الدول الأوروبية لم تعد كما كانت عليه سابقاً لأن قمع المتظاهرين العنيف أرسل رسائل خاطئة لأوروبا والعالم، كما أن تحركات الطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية مستهدفاً خلايا عسكرية لإيران هناك يصب في المسار الذي أصبحت فيه إيران نمرا من ورق. ويبدو اليوم أنه ليس في وسع إيران أن تتخذ أية إجراءات عدوانية، كما كان الأمر في سبتمبر الماضي عندما قامت بضرب معملي شركة أرامكو السعودية في كل من بقيق وخريص بالمنطقة الشرقية.  يضاف إلى كل ذلك الإفادات التي أكدها سياسيون أميركيون خلال اليومين من أن إيران هي وراء الهجوم على معملي أرامكو في بقيق وخريص بالمنطقة الشرقية، عبر توفر أدلة وشواهد دامغة على ذلك.  اليوم إيران تدرك تماماً أنه ليست لها خيارات سياسية واقعية بعد أن لعبت الدور الرئيس في خراب منطقة الشرق الأوسط. وإذ بدا واضحاً أنه لا تجدي كل الأساليب المجربة التي تنتهجها إيران فتعيد بذلك تكرار أخطائها، فإن العالم اليوم بات مدركاً أنها تلعب في الملعب الخطأ وفي الوقت بدل الضائع، وإزاء كل هذه الأوضاع التي ظلت إيران تنسجها حول نفسها لن يكون لها من سبيل إلا مواجهة العالم وأكيد إزاء مواجهة كهذه ستكون إيران خاسرة.

لكل تلك الأسباب سيعود الربيع الإيراني لأن مقدماته أصبحت اليوم في حكم المقدمات التي ستترتب عليها النتائج لا محالة. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية