العدد 4030
الأحد 27 أكتوبر 2019
banner
الأجانب “أكلونا أكال”!
الأحد 27 أكتوبر 2019

أي نعم.. الأجانب “أكلونا أكال”، وسيأكلون أكثر، ومهما ازدادت الشكوى وطال انتظار نزول حلول سحرية، فسيأكلون ويأكلون ويأكلون.. جزء من هذا الوضع مفروض على المواطن العادي لاسيما العاطل عن العمل.. وعلى المستثمر، وعلى رجل أعمال صغير أو متوسط أو كبير، وعلى النساء والرجال والشباب في مواقع مختلفة.. مفروض بسبب بعض قوانين وأنظمة سوق العمل ومنها التأشيرة الحرة، وهناك أيضًا جزء من المشكلة “نحن من أوقعناه على رؤوسنا”! وفي هذا الجزء، لابد من الحديث بصراحة:

* الأجانب “أكلونا أكال”.. لأنك يا سيدي المواطن إن أهملت تعليمك وتعليم أبنائك واستهنت بالأمر ولم تكافح وتواجه الظروف الصعبة كما فعل الأجداد والآباء بحفرهم في الصخر، وتحدي الظروف أيًا كانت، وإن أهملت تعلم الجديد واكتساب الخبرات، وترى أمامك الأجانب يدخلون في كل المجالات، فسيأكلونا أكال. * و “الأكال” مستمر، حين تخسر رأس مال كبيرا جمعته أو اقترضه من المصارف لتبدأ مشروعك، ثم بدلًا من أن تعمل ليل نهار على تطوير هذا المشروع ودراسته وتقييمه وتطويره، ولم تدرك أهمية معرفة “تكتيك” المنافسة في سوق صغير، وبعد ذلك، تترك مشروعك ليديره الأجنبي عوضًا عنك، وتنشط في محاربة أبناء بلدك حتى في رزقهم ومقاطعة هذا وذاك.. بدلًا من أن تدعمهم.. فسيأكلونا أكال.

* حين تجد الوافد، أيًا كانت جنسيته “يكرف” ليل نهار، ويحرص على تكوين أكبر شريحة من العملاء، وأنت تقضي نهارك نائمًا وتتسكع في المقاهي والمجمعات ليلًا.. وتصرف بلا حساب.. سيارة جديدة لـ “الفشخرة”.. سفرات ورحلات لا تتوقف.. لهث وراء “الموبايلات” الجديدة.. وفي محلك التجاري أو ورشتك أو معملك “القرعة ترعى”.. أكيد “بيأكلونا أكال”.

* حين يهمل المسؤول، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، أبناء البلد من الخريجين وحملة الشهادات العليا أو ذوي الخبرات والمهارات والكفاءة، ويوظف الآلاف في الحكومة أو في القطاع الخاص، ولا نجد منه إلا التباكي على البطالة أو اجترار “المانشيتات” الكريهة من قبيل: إيجاد فرص العمل للشباب.. العيش الكريم للمواطن.. دعم المواطنين في مشاريعهم وريادة أعمالهم.. وغيرها من العناوين البراقة فيما تتحطم آمال عيال البلد من الخريجين على صخرة اليأس ومعاول العوز والحاجة.. أكيد، الأجانب “بيأكلونا أكال”.

* حين تقضي وقتًا يسيرًا في تصفح ديوان الرقابة، أو تقرأ التجاوزات والمخالفات في ملاحق الصحف، وتتمنى أن تضرب رأسك في “الطوفة” بسبب هذه الاستنزاف الكبير لموارد الدولة، وتقع عينك على توظيف آلاف الأجانب في الحكومة مقابل آلاف البحرينيين العاطلين.. أكيد ستشعر بالراحة وأنت “تصفع وجهك من القهر والغيظ”.. أكيد “بيأكلوننا أكال”.

أما بعد.. فكل ما تقدم من “الأكال”، قابل للحل وكل المشاكل التي نعاني منها قابلة للحل.. بس “صلوا على النبي ويصير خير”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية