+A
A-

سلك في رأس طفلي.. ألم وأمل

- الاستشاري أحمد جمال: 13 ألف دينار كلفة الجهاز ونسبة النجاح 99 بالمئة

في اللحظة الذي انتهى فيها الطبيب من تركيب الجهاز الإلكتروني في إذن طفلها، لم تتمكن "أم علي" من حبس دموعها! فتلك اللحظة كانت مليئة "بالألم" بعد أن بدأ الطفل العلاج حال اكتشاف إصابته بفقد السمع منذ الولادة، وهي اللحظة التي كانت مليئة "بالأمل" عندما أخبرها الطبيب بأن تصبر وتتفاءل لأن سمع الطفل سيعود إليه.

حال "ام علي" هو حال الكثير الأمهات والآباء الذين "اعتصر قلبهم الحزن" وهو يشاهدون أطفالهم في هذه الحالة.. سلك من جانب الرأس متصل بسماعة في الأذن! وهي ذاتها الحالة التي ربما يصاب بها الكثيرون منا حينما نشاهد أطفالًا والسلك في رؤوسهم، إلا أن "أم علي" وبعد وقت وجيز، اعتادت على الأمر واعتاد عليه طفلها، والأهم من ذلك – كما تقول أم علي – هي نظرة المجتمع البحريني الواعي الذي يتعامل مع الأطفال بالتشجيع والنظرة الطيبة والدعوات بالشفاء.

الجهاز الإلكتروني المستخدم لعلاج الأطفال فاقدي السمع.

برنامج زراعة القوقعة

من جهته، تحدث استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة أحمد جاسم جمال لـ"البلاد" قائلًا :" زراعة القوقعة هو برنامج لإجراء عملية جراحية للأذن وزرع جهاز إلكتروني يستقبل الموجات الصوتية ويحولها إلى كهربائية دقيقة، ويوصلها إلى النهايات العصبية في قوقعة الأذن الداخلية المسؤولة عن السمع، ويوصل هذه الموجات الصوتية الكهربائية إلى قوقعة الأذن ثم يحولها الدماغ إلى كلمات مفهومة مع التدريب، وتعتبر الخلاص للأشخاص الذين فقدوا سمعهم ولا تنفع معهم السماعة العادية.

في السنوات الخمس الأولى

ويشير جمال إلى أن معظم من يتم الزراعة لهم هم الأطفال فاقدي السمع منذ الولادة، وتفيدهم الزراعة إذا تمت في الخمس سنوات الأولى من عمرهم وذلك قبل أن يتعود الدماغ على العالم الصامت، وهناك شروط لمن فقد سمعه لاحقًا في العمر لكي تتم الزراعة الناجحة، علاوةً على أن هناك صعوبة في رجوع السمع اذا تعدى عمر الطفل السنوات الخمس الأولى، فقبل كل عملية يتم إجراء الفحوص السمعية الكهربائية والفحوص الشعاعية للتأكد من وجود قوقعة الأذن وعصب السمع.

أكثر من 200 طفل

ويضيف :"في البحرين، بدأنا برنامج زراعة القوقعة منذ العام 2001 و توقف عامي 2003-2004، ثم عاد بقوة منذ العام 2005، وتم حتى الآن إجراء العديد من هذه العمليات لإعادة السمع في مجمع السلمانية الطبي استفاد منها حوالي 250 طفل، وأن نسبة النجاح للسمع بعد العملية تصل إلى 99 في المائة.

جراحية وفحوص وتدريب

 وتقدر تكلفة كل جهاز حسب نوعه من عشرة إلى 13 ألف دينار تدفعها حكومة مملكة البحرين للمرضى البحرينيين، وتقدر تكلفة العملية الجراحية وإجراءات الفحوص والتدريب الأولي قرابة خمسة آلاف دينار توفرها الدولة من خلال موظفيها الصحيين والأطباء، وبعد التدريب الأولي، يذهب الطفل إلى مركز شيخان أو مركز الأمير سلطان لمواصلة التدريب والتعليم وبعدها للمدرسة، ويتمتع الأطفال بالسمع الجيد والنطق الطبيعي تقريبًا، وبهذا يتخطون لغة الإشارة إلى الكلام الطبيعي باستخدام جهاز القوقعة الإلكترونية.