+A
A-

انطلاق رحلة أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء أن 25 سبتمبر 2019 سيكون تاريخ انطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، وهي الأولى لرائد فضاء عربي إلى المحطة، وذلك ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في العام 2017 بهدف تدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين وإرسالهم إلى الفضاء للقيام بمهام علمية مختلفة.

جاء الإعلان عن تفاصيل الرحلة وتاريخ انطلاقها خلال مؤتمر صحافي تحدث فيه سعادة يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، وسالم المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في المركز ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وبحضور ومشاركة هزاع علي المنصوري وسلطان سيف النيادي، أول رائدي فضاء إماراتيين.

وتم الكشف خلال المؤتمر عن تفاصيل المهمة الإماراتية لمحطة الفضاء الدولية حيث أوضح سعادة الشيباني أن أحد رائدي الفضاء سينطلق إلى محطة الفضاء الدولية يوم الأربعاء 25 سبتمبر 2019 ضمن بعثة فضاء روسية، على متن المركبة سويوز إم إس 15 ليقضي 8 أيام على متن المحطة يعود بعدها إلى الأرض على متن المركبة سويوز إم إس 12، وسيكون رائد الفضاء الثاني بديلاً له وسيواصل التدريبات للقيام بمهام أخرى في المستقبل.

وتقدّم سعادة الشيباني بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى القيادة الرشيدة التي آمنت بقدرات شباب الإمارات ووفرت جميع الإمكانات اللازمة لهم للتميز ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي يعد جزءاً من "البرنامج الوطني للفضاء"، كما تقدم بالشكر إلى صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، الذراع التمويلي للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، لدعمه لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء.

وأضاف: "يسعدنا أن نعلن اليوم تاريخ انطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية وهي خطوة مهمة وإنجاز كبير ليس لدولة الإمارات فحسب، وإنما للعالم العربي بأكمله، فللمرة الأولى سيتوجه رائد فضاء عربي إلى محطة الفضاء الدولية ليعيد الأمل للشباب العربي باستعادة أمجاد أجدادهم الذين برعوا في علوم الفلك. فهذا الإنجاز يؤكد المدى المتقدم الذي بلغته طموحات دولة الإمارات ومدى إصرار أبناء الوطن على تحقيق رؤية القيادة الرشيدة أن المستحيل كلمة لا وجود لها في قاموس الإمارات، إضافة إلى دعم توجهات الدولة لاستكشاف الفضاء وإعداد كوادر إماراتية تسهم في إثراء التقدم العلمي لخدمة البشرية وتحقيق المزيد من الإنجازات في صناعة وعلوم وأبحاث الفضاء بما يخدم التطلعات الطموحة في ترسيخ أسس اقتصاد وطني قائم على المعرفة والابتكار والإبداع".

من جهته، أوضح سالم المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، أن موعد الرحلة كان قد أُرجئ من شهر إبريل إلى سبتمبر هذا العام بسبب المشكلة التي تعرضت لها مركبة سويوز إم إس 10 في أكتوبر الماضي، وقال: "تأتي سلامة رواد الفضاء على رأس قائمة أولوياتنا، لذا تم تأجيل موعد الرحلة إلى 25 سبتمبر، ونحن سعداء أن الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية سيكون خلال العام الجاري رغم العقبة الطارئة التي واجهت في وقت سابق شركاءنا في وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس".

جولة تعريفية ومهام محددة

وأشار سالم المري أنه للمرة الأولى سيقوم رائد فضاء بتقديم جولة تعريفية مصورة باللغة العربية لمحطة الفضاء الدولية حيث سيوضح مكونات المحطة والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها وطريقة إجراء التجارب في ظل انعدام الجاذبية، وتجارب رصد وتصوير كوكب الأرض والتفاعل مع المحطات الأرضية ونقل المعلومات والتجارب، إضافة إلى توثيق الحياة اليومية لرواد الفضاء على متن المحطة، وأكّد أن محتوى هذه الجولات سيكون بمثابة مرجع موثق باللغة العربية ومتوفر لجميع المهتمين بقطاع الفضاء في الوطن العربي.

ونوّه المري بجدول رائد الفضاء خلال تواجده على متن محطة الفضاء الدولية والذي وصفه بأنه سيكون حاشداً بالأنشطة العلمية وكل ساعة من ساعات اليوم محدد لها مهام معينة يتعين عليه القيام بها. وحول مجالات الأبحاث والتجارب العلمية التي سيقوم بها رائد الفضاء الإماراتي على متن المحطة، أوضح قائلاً: "سيقوم رائد الفضاء بإجراء أبحاث في مجالات مختلفة تهدف إلى مشاركة المجتمع الدولي العلمي ببيانات توضح تأثير انعدام الجاذبية على التجارب البحثية مقارنة بجاذبية الأرض، فعلى سبيل المثال، سيتم دراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الانسان داخل المحطة مقارنة بالأرض قبل وبعد الرحلة. وهنا أود أن أشير أنه وللمرة الأولى سيتم هذا النوع من الأبحاث على شخص من منطقتنا العربية وهو رائد الفضاء الإماراتي حيث ستتم مقارنة النتائج مع أبحاث أجريت على رواد فضاء من مختلف مناطق العالم".

كما أوضح المري أن هناك مهمات علمية موجودة في مختبرات محطة الفضاء الدولية ستوكل إلى رائد الفضاء الإماراتي مسؤولية استكمالها بما يتناسب مع توقيت ومدة بقائه في المحطة، إضافة إلى الأبحاث التي سيحملها معه من مدارس وجامعات دولة الإمارات العربية المتحدة. 

من جهتهما، تقدم رائدا الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي بالشكر للقيادة الرشيدة على توفير جميع الإمكانات التي ساعدتهم على تحقيق طموحاتهم، وأشارا إلى أن البيئة العلمية والتقنية التي توفرها دولة الإمارات تشجع الأجيال الشابة على دراسة العلوم والتحلي بثقافة الأبحاث وشغف الاستكشاف والابتكار، وتساعد في إعداد أجيال من العلماء والمهندسين المواطنين الذين سيسهمون في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة للوصول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وتعهدا بأن يكونا سفيرين للوطن في الفضاء، وأن يسهما في خدمته وخدمة الإنسانية جمعاء.

يُشار إلى أن هزاع المنصوري وسلطان النيادي تم اختيارهما من بين 4022 مرشحاً تقدموا للالتحاق ببرنامج الإمارات لرواد الفضاء بعد سلسلة طويلة من الاختبارات الطبية والنفسية المتقدمة ومجموعة من المقابلات الشخصية وفق أعلى المعايير العالمية.

ويعدُّ "برنامج الإمارات لرواد الفضاء" الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء جزءاً من "برنامج الإمارات الوطني للفضاء" ويسهم في تحقيق الاستراتيجية الوطنية الرامية لتطوير كوادر علمية وإعداد الأجيال القادمة وفق أعلى المستويات العالمية، ويحقق تطلعاتهم للمشاركة في الاستكشافات العلمية.

أما محطة الفضاء الدولية فتعتبر بمثابة قمر اصطناعي كبير الحجم صالح لحياة البشر فيه، وجرت فيها مئات التجارب العلمية والتقنية والأبحاث التي مكنت العلماء ورواد الفضاء من التوصل إلى اكتشافات مذهلة لم يكن الوصول إليها ممكناً على سطح الأرض. وتدور المحطة في مدار منخفض ثابت بسرعة 28,000 كيلومتر في الساعة، ما يعني أنها تستغرق 90 دقيقة فقط لاستكمال دورة كاملة حول الأرض. وتضم المحطة على متنها طاقماً دولياً يضم 6 رواد فضاء في معظم الأوقات. ويقضي رواد الفضاء معظم أوقاتهم في إجراء أبحاث علمية متعمقة في مختلف التخصصات العلمية الفضائية والفيزيائية والبيولوجية وعلوم الأرض بهدف تطوير المعرفة العلمية الإنسانية والتوصل إلى استكشافات علمية لا يمكن التوصل إليها إلا في حالة انعدام الجاذبية. وبدأت المحطة باستقبال رواد الفضاء منذ عام 2000، ووصل عدد رواد الفضاء الذين استضافتهم المحطة حتى الآن أكثر من 220 رائد فضاء ينتمون إلى 17 دولة، وخلال عام 2019، سيكون من بينهم أول رائد فضاء عربي إماراتي يشارك في الأبحاث العلمية على متن المحطة ليسهم بذلك في ترسيخ موقع الإمارات كدولة رائدة في مجال الفضاء على مستوى العالم.

يُذكر أن برنامج الامارات لرواد الفضاء يحظى بدعم مباشر من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات الذراع التمويلي للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، ويُعتبر هذا الصندوق، الذي أطلق في عام 2007، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى دعم جهود البحث والتطوير في قطاع الاتصالات في الدولة، وإثراء ودعم وتطوير الخدمات التقنية وتعزيز اندماج الدولة في الاقتصاد العالمي.