الشعر الجزل ليس له هوية أوعنوان أو ارتباط بفئة معينة من البشر، فالجزالة في الشعر هي احساس نابع من تجربة الشاعر وإحساسه العميق وصدق مايكتب مما يجعل "القصيدة" مميزة ولها حضور بين الناس ويراها البعض كأنها لوحة جميلة رسمت باحترافية شاعر، توسدت فيها الحروف، جميلة فأخذت من عطرها شذي فاح بعبق الجزالة، وارتوت الصور الشعرية وحق لها المنافسة على قلوب متذوقي الشعر الجزل  بمصاحبة عازف الكيبورد سامي العويس.

في "الأمسية الشعرية" للشاعر الكويتي سطام العتيبي، مساء أمس الأول اختلطت الجزالة بالتجربة لتحكي قصة جميلة على مسرح "جمعية الثقافة والفنون" بالدمام "خلك بحر"التي فاضت شعر، ابتدأ الشاعرأُمسيته بأبيات عبر فيها عن امتنانه لهذه الدعوة قال فيها:
من دار أبو ناصر لأرض المملكة
احمل في قلبي حب وتقدير وسلام
ياقلبي هات عذب القصيد وأحبكه
أبي قصيدة أشبه ببدر التمام
هات الجزل وخلي الضعيف واتركه
أبي الحضور كله يردد ياسلام .

ويستلهم الشاعر أبيات من خلال وصفه لأحوال الناس مابين الرحيل والحزن، والتعجب والفراق في ترابط بين "المتضادات" يغلب عليها طابع الاعتزاز بالنفس في صورة حزينة لكنها مليئة بالجمال الشعري:
مهما نقول الوقت يحتاج تعديل
العيب فينا لاغدى الوقت عايب
غريبة يادنيا نعيش بغرابيل
اما نموت أغراب ولا حبايب
ويسترسل الشاعر في وصف حالة "التناقض البشرية" التي يعيش فيها مع نفسه تارة يؤيدها في اعتزازها وتارة يعزيها وتارة يهدى من روعتها
عيشتي مثل ابدوي وأهله حضر
انقسم عقلة عمارات ورمال
داخلي انسان لو انه انصهر
يملي الدنيا عطورات وجمال.

وللعاطفة مكان في قلب الشاعر فهو يصنع من الجزالة عنوان وينسج من الصور الشعرية "دثار للقصيدة"، يرسل الدفء في عنفوان تأجج النيران ويبحث عن نسمات باردة في صقيع الأيام يتلمس طيف المشاعر في وجوه عابرة في حياته تأخذ معها رقة المشاعر مقتلعة اوتاد نصبت في قلبه.
يعيش الحب ولو كنا حبيبي بعاد
الين اليوم احبك جد على فكرة
مدام الحب يدق في قلوبنا اوتاد
وكل عاشق يذوق الحب صعب يكره

"خلك بحر" قصيدة مغناة من أشعار الشاعر عزفت على قلوب من سمعها أنغام زادت "بالنوته الموسيقية" قربا من قلوب الناس ،تحمل النصيحة والمواساة في خطاب يلامس شغاف النفس تصل للقلوب بسرعة وهي دليل قوي على جزالة الشاعر وتمكنه من أدواته الشعرية .
كم قلت لك ياقلبي لا تأمن أحد
خلك بحرعالي وصعبة مراسيك
إلا الكرامة تأخذ المسالة جد
لاتحب ولاتأمن سوى من غرق فيك .

ويرتقي الوقت بإرتقاء الشعر إلى مستويات عالية من المعاني الشعرية والصور التي تلازم حال القصيدة من وصف ومدح وحزن مخاطبا اصدقاءه يبث فيها شجونه معتبرا القصيدة سفيرة للآخرين لتعبر عن الجزالة في اللفظ والعمق في المعنى ، أستطاع الشاعر من خلالها أن يجعل الجمهو رينتشي طرباً وشعراً يغازل ابيات القصيدة مصفقا تارة وتارة مرددا مع الشاعر بعض الابيات .

ابتدأت الأمسية بالشعر وبالشعر تم الختام، في  نهاية الامسية أهدى  الشاعر نسخ موقعة من ديوانه للحضور بعد تكريم مدير "جمعية الثقافة والفنون" بالدمام يوسف الحربي للشاعر الذي تقدم للجمعية وبالشكر والامتنان على اتاحة الفرصة له بالتقاء جمهوره في "المنطقة الشرقية" .