+A
A-

هجوم إعلامي إيراني ضد العبادي وطهران تنفي زيارته

نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى طهران وسط هجوم إعلامي إيراني ضد العبادي، بسبب إعلانه التزام العراق بالعقوبات الأميركية على إيران.

ونقلت وكالة "إيسنا" للطلبة الإيرانيين عن قاسمي قوله "لم أتلق أي أخبار أو إشعارات حول هذه الزيارة حتى الآن".

ومن جهتها نقلت وكالة أنباء "فارس" التي كانت قد أوردت خبر الزيارة بالاستناد لوسائل إعلام عراقية، نقلاً عن "مصدر مطلع" نفيه لصحة هذه الأنباء.

وكانت مواقع عراقية قد أفادت أن العبادي سيزور طهران عقب أنقرة لبحث قضايا اقتصادية مع البلدين اللذين يتعرضان لعقوبات أميركية جديدة.

هجوم على العبادي

من جهتها، شنت وسائل إعلام ايرانية هجوما عنيفا على العبادي، حيث نشرت وكالة تسنيم" التابعة للحرس الثوري، تقريرا مطولا قال فيه إن الأوساط الإيرانية تستنكر هذا الموقف من رئيس الوزراء العراقي.

ونقلت "تسنيم" مواقف الجماعات والأحزاب الشيعية الموالية لطهران ضد العقوبات واستعدادها للدفاع عن إيران، وقالت إن القوى العراقية تقوم بتخريب العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، في إشارة إلى ضغوط تمارسها طهران على العبادي من خلال الأحزاب المتحالفة معها.

أما موقع "الدبلوماسية الإيرانية" التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، ففسر الأمر دينيا خلال مقال لأحد كتابه الذي وصف موقف العراق "بموقف أصحاب الحسين الذين تركوه يواجه مصيره وحيدا في صحراء كربلاء"، بحسب ما جاء في المقال.

وكان النائب في البرلمان الإيراني محمود صادقي، نشر الأربعاء الماضي، تغريدة على موقع "تويتر" ردا على تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بخصوص العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، طالب فيها العراق بدفع 1100 مليار دولار كغرامة عن أضرار الحرب الإيرانية العراقية.

بالمقابل، رد النائب العراقي فائق الشيخ علي، أمين عام حزب الشعب للإصلاح، على تغريدة النائب الإيراني بالمطالبة بدفع مبالغ مضاعفة للعراق، كتعويض عن مليون عراقي قضوا على أيدي تنظيم القاعدة الذي قال إن "إيران أدخلته إلى العراق منذ عام 2003 بحجة محاربة الأميركيين" .

توضيح موقف العراق

من جهته، أكد سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، أمس السبت، أن موقف العراق تجاه العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، نابع من المصلحة العراقية العامة.

وقال الحديثي لقناة "روسيا اليوم" إن "موقف العراق تجاه هذه العقوبات لم يكن ارتجاليا أو متسرعا، بل خضع لدراسة وحسابات تخص مصلحة العراق والعراقيين، ولم يكن فيه أي تأثر بمواقف دول أخرى أو أحزاب سياسية معينة".

وأضاف أن "الحكومة العراقية لا يمكنها اتخاذ أي موقف يمكنه أن لا يتوافق مع مصالح الشعب العراقي، وبالتالي الالتزام بالعقوبات الأميركية على إيران جاء من هذه المصلحة".

توقف التحويلات لإيران

وتقول وسائل إعلام عراقية إنه فور إعلان موقف العبادي، توقفت عمليات تحويل الملايين من الدولارات الأميركية من مصارف العراق الحكومية والخاصة، التي كانت تتم بشكل يومي، إلى البنوك الإيرانية.

وذكرت مصادر عراقية أن هذا الإجراء أدى إلى غضب رسمي في طهران من العبادي الذي باتت تعتبره "جزءا من المعسكر الأميركي في العراق"، وبدأت حملة ضغط لمنعه من الوصول إلى ولاية ثانية.

ومن أبرز القوى المتحالفة مع طهران التي تستخدمها للضغط على العبادي، كل من ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، وتحالف الفتح بزعامة هادي العامري.