العدد 3484
الأحد 29 أبريل 2018
banner
اتركوا الوطن وشأنه
الأحد 29 أبريل 2018

قرأت بتمعن البيان المقتضب الذي أصدره أربعة من رجال الدين، والذين دعوا خلاله، لإصدار عفو عام عن المساجين، تحت ذريعة وطن المحبة، والتسامح، والعدل، وكأن البحرين ليست كذلك.

البيان يمثل بالموجز، تكريسا خاطئا ومستمرا للعباءة الدينية، ولمهامها، ولقدسيتها، بما ليس لها فيه، وبتجربة مريره، ومتكررة، يعيها أبناء البلد جيدا.

ما جاء في البيان، هو تجاوز وتعد صارخ على السلطة القضائية المستقلة، وصدام مع إرادة الشعب البحريني، الذي ضاق ذرعا من الإرهاب، وممن يقف خلفه، ويموله، من القتلة، والمجرمين، والسفاحين، الذين لا يميزون بإطاراتهم المشتعلة، وأسياخهم الحديدية، وسيوفهم، وحجارتهم، بين صغير، وكبير، وكهل، ومريض، وعامل، وحامل.

البيان هو تجاوز بشع على من قدموا دماءهم وأرواحهم وأملاكهم فداء الوطن، وعلى كل الإدماءات التي سكبت لأجله، البيان يشجع على التشطير، والفرقة، والضغينة، والتأجيج، والفوضى، ويغيب الدور المسؤول للمنابر الدينية، ولرجال الدين، بممارسة دورهم المسؤول، بردع الشباب، وتوعيتهم، ومناصحتهم؛ حتى لا يقعوا فريسة جرمهم، وأخطائهم.

موقعو البيان، وغيرهم، ممن يدغدغون المشاعر بفشل، ووهن، وضعف، لم يقدموا ذات مرة على إدانة الإرهاب، ومفتعليه، ولم يشجبوا أو يسجلوا موقفا واحدا، قبالة التصريحات الإيرانية الفجة، والكثيفة، تجاه سيادة مملكة البحرين، وعروبتها، وكرامة مواطنيها.

صمتهم هذا أفقدهم المصداقية، وقوقعهم بزاوية فئوية ضيقة، لا تمثل إلا نفسها، ومناصريها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .