سعدت مساء يوم أمس الأول بالحضور جنبا إلى جنب مع عدد من الإخوة والأخوات الصحافيين والإعلاميين، قوامهم خمسون فردا، الورشة المهمة والملهمة التي نظمتها جمعية الصحفيين البحرينية بفندق الغولدن توليب بعنوان «توظيف اللغة في الإستراتيجية الإعلامية الإيرانية».

الندوة، تمثل بكافة مخرجاتها إضافة حقيقة للصحفي وللإعلامي البحريني، قبالة التوغل الفكري والإعلامي الإيراني المتنامي في المنطقة العربية، بطرح جاذب ومنطقي، مشبع بالدلائل، والحجج والمواقف التاريخية عن إيران، وماذا تريده، بورقة مركزة قدمها الأكاديمي والباحث في الشؤون الإيرانية، الدكتور سلطان بن محمد النعيمي من دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة.

وأخذتني أطروحات النعيمي أثناء الورشة عن المفاهيم الدقيقة والعميقة للغة التي يوظفها النظام الإيراني بخطابه الإعلامي المتغير وفقا للمصالح، إلى دوار الإقليم والجوار.

وأيضًا، عن الوعي الذي أولاه أقطاب الحكم هنالك بأهمية الإعلام، ولغته، في مخاطبة شعوب الداخل، وشعوب المنطقة ككل، بممارسات تقوم على استثمار الفرص المواتية، والأخطاء والهفوات من الآخر، لتترجم عبر الأبواق الإيرانية المؤدلجة، بخطابات تجييشيه، تنجح –غالبا- بزرع القناعات التي تخدم مشروعهم بالمنطقة العربية.

هذه الورشة المهمة، وغيرها من الورش والندوات التي تنظمتها جمعية الصحفيين البحرينية بين الفينة والأخرى، بتوجيه من رئيسها الأستاذ مؤنس بن محمود المردي، وبجهود من أعضاء مجلس إدارتها، ومن المدير التنفيذي الأخ فواز سليمان، تمثل إضافة نوعية، ومهمة للجسدين الإعلامي والصحافي المتعطش لأن يواكب باستمرار ظروف المرحلة المتسارعة والمتغيرة بمعرفة الجديد والآني.

كان مثلجا للصدر، حين غصت قاعة الورشة بالكفاءات البحرينية الشابة والمتحمسة، والتي فرغت من جل وقتها الثمين؛ لحضور الورشة، وبقناعة داخلية أكيدة بأن هذا هو المطلوب، والمهم، فشكرا لهم، وشكرا لجمعية الصحفيين على جهودها الناجحة بخدمة هذا القطاع الإستراتيجي الخصب.