+A
A-

السريحي والعدواني يناقشان "النقد في الرواية السعودية"

في أول فعاليات "معرض البحرين الدولي للكتاب"، وضمن البرنامج الثقافي، لضيف شرف المعرض، المملكة العربية السعودية، شهدت قاعة الفعاليات بالمعرض، ندوة حول "النقد في الرواية السعودية"، قدمها الناقدان السعوديان الدكتور سعيد السريحي، والدكتور معجب العدوان. 

وأوضح المتحدثان جوانب من مسيرة الرواية السعودية، وحركة النقد التي قابلتها، منذُ انطلاقتها وصولاً إلى يومنا الحاضر، إذ بين الدكتور العدواني أن هناك "حقل متنوعٌ من الكتابات الأدبية منذُ ثلاثينيات القرن الماضي، وحتى اليوم"، مؤكداً أن الرواية السعودية في نمو متزايد، خاصة بعد مطلع هذا القرن، لافتاً أن النتاج الروائي قبل العام 2000م لم يتم تناولهُ إلا بشكلٍ متواضع. 

وقسم العدواني مراحل النتاج السردي الروائي، إلى ثلاث مراحل، أول هذه المراحل، ما قبل 1980م، وهي المرحلة الأقل انتاجاً، "إذ كان الشعر هو المهيمن، ولم يكُن في هذه المرحلة أي نقد رصين يذكر، لكن في هذه المرحلة بدأت بواكير النقد"، كما يقول. أما المرحلة الثانية بين عامي (1980 – 1990م)، فإنها كانت مرحلة الحداثة في النقد، وكان الاهتمام موجهاً بشكلٍ مقل للسرد، فيما كان النقد موجهاً بشكلٍ رئيسي للشعر، والتجارب الشعرية. ومن سمات هذه المرحلة، كما يؤكد العدواني "أنها كانت مرحلة تفاعل بين النظريات النقدية والحداثة، وكانت الصحافة متفاعلة مع هذه التيارات".

وجاءت المرحلة الثالثة، كما يبين العدواني، بين عامي (1999 – 20001م)، إذ في هذه المرحلة بدأت أسماء رصينة تبرز على الساحة، وأخذت مجموعة من أبرز الروائيين السعوديين تقود هذه الحقبة، لينتج عنها ثلاث اتجاهات نقدية، أهتم الاتجاه الأول باللغة الشعرية في الرواية، فيما عني التوجه الثاني بالأحكام القيمية السلطوية، أما الاتجاه الثالث، فكان الاتجاه الأكاديمي، والذي مثل الاتجاه الأكثر رصانة، حسب تعبير العدواني. ولفت إلى أنهُ منذُ العام 2005م، وحتى الآن، "تعدُ مرحلة انفجار روائي ونقدي، خاصة في المجال النقدي، إذ صدرت ما يزيد عن مائة وخمسون دراسة نقدية.

من جهته أوضح الدكتور السريحي بأن التجربة الروائية السعودية تضم تجارب جيدة ورصينة، نالت جوائز كبرى كالبوكر، "فيما هناك تجارب أخرى يستحقُ أصحابها التعزير على ما قدموه"، مضيفاً "ينبغي لأي عمل سردي أن يتوافر على شروط فنية محددة ليحمل اسم رواية"، ومتابعاً "الروائي فنان، ولا علاقة لهُ بالإصلاح أو الفساد المجتمعي، فوظيفتهُ وظيفة فنية، ولا يتحمل مسؤولية توجيه المجتمع أو وعظه". 

وأشار إلى أن العمل الروائي، حتى التاريخي منهُ، ينبغي أن يتجاوز السرد التقليدي، "ولا يجب على الروائي التاريخي أن يلتزم بالتاريخ، بل من حقه أن يتمرد عليه، إذ من هذه اللحظة السردية، يبدأُ عمل الروائي".