أرسل لي أحد الأصدقاء الأعزاء وهو كاتب معروف في جريدة زميلة ومتخصص في كشف آلاعيب وحكايات جماعة “الإخوان المسلمين” وثيقة صادرة عن إحدى الجمعيات الإسلامية في البحرين حررت في العام 2012 تبين ارتباط هذه الجمعية بفكر وآيديولوجية الإخوان المسلمين، ومازالت الوثيقة موجودة على موقع الجمعية. وعندما تمضي الحكايات وتتداخل نعرف أن جمعية المنبر الوطني الإسلامي، وهي كما يعرفها الصديق بالذراع السياسية لتلك الجمعية الأم صاحبة وثيقة الارتباط فكرا ومهارة بالإخوان تتصرف باستحياء ولا تريد أن تعلن رسميا عدم ارتباطها لا من قريب أو من بعيد بأي تنظيم خارجي مع أن المسألة في غاية البساطة والواقعية.
عندما اطلعت على الوثيقة وهي بعنوان “خطابنا الفكري” وجدت فيها براهين، “هنا الأعمال ليست بالنيات”، إنما الأعمال بمحتوى الوثيقة التي تقول: “نؤكد بكل وضوح انتماءنا الفكري إلى مدرسة الإخوان المسلمين التي نتبنى نهجها بوجه عام”، “نتبنى تجارب من سبقنا ومنهم الإمام الشهيد حسن البنا تبنيه المنهج التربوي والدعوي الشامل”، “اختيارنا المنهج الإسلامي والمدرسة الدعوية والتربوية الإسلامية التي دعا إليها ونظر لها الإمام حسن البنا رحمه الله”، وهنا جملة واضحة وصريحة تقول.. ونقصد بذلك بصفة أساسية جمعية الإصلاح وجمعية المنبر الوطني الإسلامي.
تلك كانت بعض الحلقات الرئيسة التي ينبغي الإشارة إليها، ففي هذا الوقت لا يمكن أن يسري الجميع في مجرى واحد، فمن يريد الانفصال كليا عن الماضي ليعلن تبرؤه من الفكر الإخواني وهذا ما ينبغي قوله صراحة كون جماعة الإخوان المسلمين مصنفة ومدرجة على قائمة الإرهاب، والمجتمع لا يرحب أبدا بمن تفوح من كلماته رائحة الهروب والانهزام، إما الصراحة أو السير في الاتجاه المعاكس، فالمعيار الصحيح في هذا الميدان هو الثبات على الموقف والمحافظة على الوعود “على أرض الواقع وليس على الورق”.
المجتمع يريد معالجة أزمة أفق التبعية والارتباط الفكري مع أي تنظيم خارجي للحفاظ على أمنه واستقراره، وتلك الارتباطات مهما اختلفت ميادينها ستبقى ارتباطات مدمرة وتحمل الخراب على أكثر من صعيد، وكل شيء قد يأتي بالتقسيط، إلا الاعتراف بالخطأ والتبعية يأتي “كاش”!.