كعادة معاليه، وضع وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، النقاط فوق الحروف مرة أخرى، من هي إيران؟ وماذا تفعل إيران؟ وما الذي تريده إيران؟

قال معاليه أثناء ترؤسه وفد مملكة البحرين المشارك في اجتماعات الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، والتي عقدت أمس الأول بالجزائر، بأن رجال الأمن في البحرين يتعاملون بصورة مستمرة مع تدخلات إيرانية تستهدف الأمن الداخلي والاستقرار للمملكة.

وأضاف معاليه “إيران أصبحت اليوم ملجأ لمن يرتكب جرما، ويكون مطلوبا للعدالة، وقد تجاوزت المواثيق والأعراف الدولية”، وقال أيضاً “لقد وضعت نفسها فوق القانون، وسخرت أراضيها ومعسكراتها لتدريب الإرهابيين وتصدير الأسلحة، والمتفجرات، وهذا موثق بالأدلة والبراهين القاطعة”.

وتأكيدا لحديث معاليه، فإن العالم بأسرة يعي اليوم جيدا، أكثر من أي وقت مضى، ماهية النظام المستبد بطهران، وجرم ممارساته الشنيعة بالمنطقة، والتي بوأته، ليكون بلا منازع، البوابة الأولى لتصدير الإرهاب العالمي، عبر السواحل والحدود الإيرانية.

لكن الإشكالية الحقيقية، تكمن في نفاق النظام الدولي نفسه، والذي يرى النظام الإيراني كفزاعة لتخويف دول الخليج، واستنزاف أموالها وثرواتها المحسودة عليها، بصفقات السلاح الكبرى، وما بحكمها، وهو ما يشجعها لأن تبقي هذه الفزاعة حياً يرزق؛ لأن التجارب أثبتت أنه أضحى كالدجاجة التي تبيض له ذهبا.

دول الخليج مدعوة اليوم، أكثر من أي وقت مضى؛ لأن تتجه نحو التحالفات الاقتصادية والسياسية والعسكرية الكبيرة والجديدة، والتي تقوم على المصالح النفعية لكلا الطرفين، وليس لطرف على حدة.

كما أنها مدعوة لتسخير صناديقها المالية بالخارج، واستثماراتها وودائعها الضخمة، في الصين، وأميركا، وبريطانيا، وغيرها، لأن تكون أداة ضغط على السياسات الخارجية لتلك الدول، لتغير من سياستها المترنحة تجاه ما يجري من تدخلات إيرانية صارخة بأوطاننا.

أما فيما يتعلق بالأطماع الإيرانية في البحرين، والتي ترجع باكورتها للشرارة الأولى لبدء الانقلاب الظلامي بطهران العام 1979، فلقد أثبتت التجارب، والتاريخ من قبل، أنها أطماع زجاجية هشة، يقودها نمر من ورق، وأن أطماع هذا النمر الورقي في بلادنا، وتمنياته، حلم وسيبقى حلمًا.