العدد 3430
الثلاثاء 06 مارس 2018
banner
سنستمر في قول الحقيقة
الثلاثاء 06 مارس 2018

حين دخلت معترك الصحافة المحلية قبل 14 عامًا، كانت أولى الأسس الأخلاقية التي تشربتها، عدم تصنيف المواقف وفق الشخوص، أو المناصب، أو القرب العائلي، وأن النقد الصحافي البناء هو للجميع، يطولهم فردًا فردًا، وفق الأطر المهنية التي تقوم عليها الصحافة الحرة، والمستلهمة من روح وقيم المشروع الإصلاحي نفسه.

إلا أن هنالك إشكالا لدى البعض، بتفهم أبجديات هذه المهنة، كأن يصفق لك أحدهم بحرارة، حين تدخل بقلمك حقول الألغام، وحين تكتب بقسوة بهذا الملف الساخن، وتشير بحزم لمواضيع حرجة، يعجز هو أن يشير لها بسبابة إصبعه الصغيرة، لكنه يثور فجأة حين تنتقده على سلوكيات خاطئة، يؤرق بها مضجع الآخرين، بيوميات أقرب للجحيم.

هذه المعادلة التي توجز واقعهم، بدءا من التنصل عن مواجهة الأخطاء وتصحيح المسار المائل، ووصولا إلى السلوكيات الأنانية “المتعنتة”، والمتمصلحة، التي تنجح في إيجاد الفرقة، والضغائن بين الناس، وتعزز من مساحة الفرق المنغلقة، والمتقوقعة على نفسها.

أن يكون المرء موجودا في أوساط المجتمع، يلزمه - رغمًا عن أنفه - أن يحترم عاداته وقيمه وسلوكياته السائدة. لديه حقوق كاملة، وعليه واجبات محددة وواضحة، تدور كلها في إطار تكافلي، يضمن للجميع ما لهم، وما عليهم، بدلًا من الهرولة في الطرق المختصرة، لتحقيق المنافع الشخصية، على حساب الآخرين، هنا فقط يأتي دورنا لأن نكتب، ولأن نشير إلى ذلك، بقسوة عادلة، وسنستمر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية