ذكر لي أحد الأصدقاء، واقعة مؤسفة حدثت لأسرة عربية ببلد أوروبي عندما عنَّف الأب ابنه ذات ليلة؛ بنية التأديب، وبالأسلوب التقليدي المعروف.

وحين تناهى للجيران أصوات الشجار، سارع أحدهم بإبلاغ الشرطة، فباشر المحققون على الفور بتحري الأمر.

وبعد النظر بالحادثة، وبوجود أطراف رسمية أخرى، رفعت الدولة قضية مدنية ضد الوالدين، خلصت نتائجها، بنزع المحكمة لحضانة الأطفال عنهما، تحت مسبب “عدم الأهلية بالتربية”.

وسارع الوالدان بعدها لسفارتهم، وهم بحالة صدمة شديدة، ليجيبهم السفير وبالحرف: هذه قوانين البلد، وكان الأوجب عليكم معرفتها؛ حتى لا تقعوا ضحية لها.

ثم أضاف “لا نستطيع أن نفعل لكم شيئا”.

في المقابل، يستمر البعض ممن احتضنتهم البحرين، وأكرمتهم، بتكرار مثل هذه الواقعة، في إطار خرق القوانين أولا، واستفزاز أبناء البلد ثانيا، وتضييق الخناق عليهم ثالثا.

فزادت بسببهم الخناقات، والمضايقات، والفزعات القذرة، وبسلوكيات تختزل المصالح، وتضرب قيم المجتمع بعرض الحائط، بلا مبالاة.

وأوجدت هذه الفوضى التي أغرقت الفرجان، والمدارس الحكومية، والمتنزهات، موجة تذمر واسعة بين المواطنين، بشكل لم يسبق له مثيل.

فتصدرت التأففات والغضب أحاديث المجالس، وشبكات التواصل، والمدونات، داعية الدولة التدخل، لوقف ما يحدث من استهتار.   

إن البحرين كانت وستظل بلدا مفتوحة لكل الأشقاء، وللعالم، بحكمة القيادة الرشيدة، وكرم وطيبة شعبها الذي تضرب به خيرة الأمثال، ولكن.. لا تستغلوا طيبة أهل البلد، وكفاكم استفزازا للمواطن.