جاءت الكلمة السامية التي ألقاها سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لميثاق العمل الوطني معبرة أصدق تعبير عن شق طريقنا إلى المستقبل الجميل بكل همة ونشاط وعزيمة وثبات، وأن يؤدي كل مواطن دوره على أكمل وجه في المرحلة المقبلة على النحو الذي يحفظ للبحرين ريادتها في كل المجالات.
جلالته استعرض كل الأهداف والغايات وأهمها التنمية الشاملة والتقدم والنماء والمحافظة على مكتسبات المواطن وتحقيق الرفاه له والنهوض بالاقتصاد الوطني وتنويع مصادره... يقول جلالته: (من هنا، فإننا نعيد التأكيد على أهمية التعاون المستمر والبنّاء بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في تسريع وتيرة العمل وخصوصاً الموجهة نحو تنويع مصادر الدخل، وتنمية اقتصادنا الوطني، دون إخلال بمكتسبات المواطنين وبما يرتقي بمستوياتهم المعيشية، مكررين بهذا الشأن توجيهنا بإعادة هيكلة الدعم ووصوله إلى مستحقيه من المواطنين، وفق أسس موضوعية تأخذ في الاعتبار التطورات في جميع المجالات).
كما أكد جلالته أيده الله في كلمته السامية تناغم وتكامل المجتمع البحريني وسيره في الطريق الصحيح وتمسكه بمبادئ ميثاق العمل الوطني وإرث الآباء والأجداد أي مفهوم التعايش والتسامح اللذين تميزت بهما البحرين على مر التاريخ وكانا منطلقا وأرضا للتواصل والمحبة والطريق الهادئ المتزن.. وهنا يقول جلالته: (إن ميثاق العمل الوطني استطاع بجدارة أن يعمق الإرث الحضاري الخصب للبحرين، حيث جاء معبراً عن آمالكم وتطلعاتكم الوطنية، وتعمل مبادئه الرحبة على ترسيخ وحدة الصف والوطن، ونبذ الفرقة والطائفية، وحماية قيم السلام والتسامح، فالميثاق بمبادئه الشاملة جاء كخير حاضن للحريات وخير راع لحقوق الإنسان، معززاً بذلك النموذج البحريني الرائد في التعايش الإنساني باحتضانه التعددية الفكرية والثقافية، ويعود نجاحنا في ذلك، من بعد الله، لما يتميز به الإنسان البحريني المتحضر بعطائه المستمر نحو التطوير والتحديث).
سيدي جلالة الملك حفظكم الله ورعاكم... لقد وصلت البحرين بفضل مشروعكم الإصلاحي وميثاق العمل الوطني إلى ذروة الإنجازات في كل الحقول، محافظة على أصالتها ومتجددة في حياتها بما يلائم العصر ومقتضياته.