على الإنسان أن يكون صاحب فكر مستنير ويرى الدرب في المتاهات الضبابية ويكون مسؤولا ويدرك فلسفة كل شيء في الحياة... هذا الدرس تعلمناه يوم أمس في المجلس الأسبوعي لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه الذي أشار وركز على موضوع غاية في الأهمية يجب التصدي له وسد الطريق عنه إلى الأبد وهو موضوع “مخاطر وسائل التواصل”، وما يسببه الاستغلال السيئ لهذه الوسائل من حساسيات في المجتمع ما كان يجب أن تكون. يقول سموه أيده الله (الملفت للنظر أن وسائل التواصل الاجتماعي في البحرين استغلت وأساءت أكثر مما أفادت، ولا نترك المجال للإساءة إلى المواطن عبر هذه الوسائل... لا يمكن أن نقبل بذلك).
لا تخفى على أحد القوة المؤثرة التي تلعبها وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمعات اليوم، ولم يكن غريبا أن تستغل هذه المنصات في إثارة الفتن والإساءة إلى الناس والمؤسسات وأية جهة كانت، وكثيرة هي الإساءات والدعوات المتطرفة والعصبيات المتفجرة التي نقرأها صباحا ومساء في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وهي لا تقل عن الإرهاب في الضرر والجهالة، حيث أكد سيدي سمو رئيس الوزراء في سياق حديثه أن (أثر هذه الوسائل عند استغلالها بشكل مسيء على المجتمع لا يقل عن الإرهاب، فكلاهما يقودان لتقويض الاستقرار).
إذا نحن أمام وسائل تمثل تهديدا خطيرا للمجتمع ولأنماط السلوك وسمعة المواطن والبلد في الوقت نفسه إذا تم استغلالها بشكل خاطئ ودون وازع وطني أو مسؤولية، وإذا ظلت دون رقابة، لهذا فسمو رئيس الوزراء أيده الله يريد أن تبقى البحرين ومجتمعنا المتحاب بموروثه المعروف وسماته المتميزة وترابطنا وتماسكنا بعيدا ونقيا، بل عدم السماح إلى كل من يسيء إلى مجتمعنا ووحدتنا وأخوتنا واستقرارنا، فالبحرين بلد الوئام والاحترام المتبادل والأرض الحبلى بالمحبة، وعلى كل مواطن أن يعمل بثقة وإخلاص وتفان لسمعة هذا الوطن العزيز وتحصينه ضد صور ومشاهد الإساءات في وسائل التواصل الاجتماعي.