أغلب المجلدات التي نشاهدها للنواب تتخذ طابع المذكرات الشخصية، وكل التصريحات التي تتحمس للمواطن وتكرارها بين فترة وأخرى سرعان ما تمضي وتنسى كل ما خلفت وراءها لأنها غير صادقة وغير قابلة للحياة من الأساس، “واللي كملها بعد” خروج كتلة “الأصالة” بتصعيد جديد وصراخ لا يمثل أي وزن عند المواطن، حين حذرت على لسان أحد نوابها من أنها لن ترضى العبث بقوت المواطن!
يا أعزائي في الأصالة... هذه مرحلة انتهت، وفزعتكم لم يعد لها وجود، وكلامكم في هذه الأوقات صار أقل شأنا وأهمية عند من ركض وصوت لكم، فهو قضى سنوات مليئة بضنك العيش والعناء وأنتم منسجمون في المشاهد المسرحية وربما أعجبكم هذا النوع من الفن الرفيع والإبداع والجمال الفني، لقد اتسعت وتعددت خبرة المواطن وعرف بدقة “الأمانة” وما هي الامتيازات والتسهيلات الواسعة والسبب المباشر في الحصول عليها، وكيف يكون الوضع عند تنفيذ المرحلة الأولى والشهرة التي تأتي عند إتمام المرحلة في موعدها، والأحداث الماضية كانت بحق منطلقا لفحص الحاضر وآثاره، فكل خفقات الحب والحنان وهذه الرومانسية التي أطلقت العواطف من عقالها “ما لها معنى” ولا يمكن تفسيرها ولا قراءتها أصلا.
إن جزءا كبيرا من ما ينرفز المواطن ويخلق أمامه التوابع والزوابع وقصص هوميروس وأرسطو فانيس ولوسيان هو قيام أحد النواب هذه الأيام بإطلاق صواريخ التصريحات وحمل رشاش الدفاع عن المواطن على كتفه، معتقدا – أي النائب – أن صافرات الإنذار ستصم الآذان وستنفتح على إثرها الجنائن الخضراء للمواطن. “صدقوني خلاص”، انفض المجلس وفتح الطريق لكم ولا تتكلمون عن المواطن بعد اليوم ومشاكله أبدا، فهي صفحة انطوت والمواطن أزاحكم من عملية البناء وهناك إجماع تام على أنكم تعيشون واقعا مختلفا عن الناس الذين انتخبوكم وليس هناك أدنى علاقة بين الطرفين، ومن يتصور أنه “بشوية زعيق ورفع اليد” واختلاق البطولات سيؤثر في الناس والمواطنين، ليشفق على نفسه لأن المواطنين يهزون رؤوسهم تعجبا واستخفافا.