العدد 3358
الأحد 24 ديسمبر 2017
banner
“تطنيش الصحافة”... من مميزات شخصية بعض الوزارات
الأحد 24 ديسمبر 2017

ربما لا تزال بعض الجهات والمؤسسات الحكومية تنظر إلى الصحافي بأنه فارس يطعن بالكلمة أو مجرد حنجرة تثرثر ولا تعرف غير الصراخ، وتمجد النقد والاستهتار بمن حولها وتتجاهل المصلحة العامة، وهناك للأسف من ينظر إلى الصحافي بأنه شخصية محدودة الأثر ضعيفة الوطأة وكل ما يكتبه افتراضي مثالي وساذج معا، مجرد سيرة للضحك.

عندما تخاطب جهة حكومية عن قضية ما، وفي أكثر من «عمود»، وتسلط الضوء على مشكلة من المشاكل ودرجة الإخفاق هنا أو هناك، أو تأخير إنجاز الأعمال وضبط العملية «الإبداعية»، ولا يأتي الصحافة رد رسمي على الإطلاق لمدة طويلة، ترى ماذا نسمي ذلك وكيف هو شكل الحكم وموقع الصحافي مما يحدث؟ عندما تشير الصحافة إلى من يعطل الأعمال ويؤدي إلى التبذير والتهرب من المسؤولية والاهتمام بالشكليات، أو إلى الموظف الذي يخالف اللائحة ويعاني من أعراض السلبية البيروقراطية، والمهتم بالشكليات دون الجوهر، وعدم المبالاة بنتائج تأخير إنجاز الأعمال والأضرار التي تلحق بالصالح العام أو صالح أفراد الشعب، ترى ماذا نسمي ذلك وما الآلات التي نستطيع بها قياس الاهتزاز في قلب وضمير الصحافي؟

«تطنيش» بعض الجهات الحكومية ملاحظات الكتاب والصحافة عموما كثيرة، وبعضها شبه متفق عليه ومعروف كعرف في الوزارة نفسها أو الجهة، فالتطنيش أصبح من مميزات شخصية بعض الوزارات التي تنظر إلى الصحافة بأنها قطيع حيتان يمضي مسرعا في الاتجاه المعاكس، أو مجرد أسماك صغيرة وعدد من قناديل البحر والحصى، ولا شك في أن الباعث على هذا التصرف مع الصحافة أو أزمة الثقة تعود بالدرجة الأولى إلى الخوف واتباع المقولة الأزلية القائلة «من خاف سلم»، فهذه الأنماط السلوكية كثيرا ما نجدها عند المسؤولين الضعفاء الذين يتصفون بعدم الدقة والأمانة ويحيطون أنفسهم بجهاز بيروقراطي للبعد عن التصرف الابتكاري الخلاق.

عندما تكتب الصحافة وتشكو من أمر ما في أية جهة رسمية فهي تطبق توجهات القيادة حفظها الله التي وضعت الصحافة كشريك أساسي في بناء البحرين، وتحترم رسالتها واستقلالها، إذا من يعادي الصحافة أو يتجاهلها فهو يعادي البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .