العدد 3355
الخميس 21 ديسمبر 2017
banner
شركاتنا الكبرى... لماذا ننتظر نجاح غيرنا؟!
الخميس 21 ديسمبر 2017

أكثر ما تعاني منه بعض الشركات الكبرى عندنا عدم فهم طبيعة المرحلة التي نعيشها مبكرا، وبالتالي يأتي التحوير والتعديل متأخرا، وتبدأ عملية مستمرة لتحديد الأهداف والتعرف على الإطار العام للخطة، ثم بحث المشروعات التي تقترح في مختلف قطاعات العمل بحثا تفصيليا، ثم تجمع نتائج هذه المشروعات وآثارها لاختيار مدى تماسك الخطة وانطباقها على الإطار العام المحدد، ليعاد بحث المشروعات وهكذا... لا نتحرك في الزمن المحدد وعندنا الأرقام والحسابات والإدارة التي يمكن أن تؤدي وظيفتها بنجاح أكثر من غيرها ويقدم الخبراء ملاحظاتهم، إنما نتحرك بعد أن تنتعش الشركات المنافسة في الدول المجاورة وتحقق الأرباح والنجاحات وتزيد الاستثمارات، ننتظر غيرنا ومن ثم نحدد المواعيد وأساليب تنفيذها وهذا يدخلنا فصلا طويلا من التعقيدات والأدبيات الاقتصادية غير المحببة.

إن كنا نتحدث عن تنفيذ رؤية مستقبلية وتحقيق مكاسب أكبر للاقتصاد الوطني ينبغي أن نحكم قبضتنا على الريادة والحصر الدقيق الكامل لكل ما هو موجود في السوق حولنا وقاعدة أساسية للبيانات وتنسيق علمي منظم، لا متفرجين على نجاحات الغير وبعدها نتحدث عن احتياجات السوق الجديدة أو المتجددة وأننا قادمون ولكننا بحاجة إلى إجراءات بعينها لإعادة ترتيب الأوراق وبعض التشريعات والتوصيات والاقتراحات، فالعالم من حولنا لا ينتظر “حكومات وشركات ومؤسسات”، فإن لم تخرج إلى النور في وقت مبكر وتفرض وجودك وقوتك وتسير على خط السير المعهود ستدخل في الفوضى الشاملة وستقابلك تقلبات جوية اقتصادية غير مألوفة، كم شركة حولنا بدأت “بعدنا” وبموارد قليلة ولكنها اليوم أصبحت في القمة وفي المراتب الأولى وتمكنت من تحقيق شهرة عالمية ولا داعي لذكر الأمثلة، فهي كثيرة، شركات بدأت بمشاريع صغيرة واليوم تعد من أكبر الشركات العالمية.

سبب هذا النجاح والتميز هو التخطيط الشامل، التخطيط الذي يستطيع القيام بهذا الدور واختيار الأهداف المحددة والأولويات والالتزام والقدرة الفعالة على المنافسة منذ اليوم الأول. إن درجة نجاحنا في المنافسة الشرسة التي هي من طبيعة السوق تكمن في قدرتنا على تحقيق التوافق والانسجام بين المراحل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية