+A
A-

أوزيل ومارادونا و8 انتقالات صادمة لريال مدريد وبرشلونة

لم يكن رئيس نادي ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، يعرف أنه اقترف أكبر خطأ في سوق الانتقالات في تاريخ النادي الملكي ربما عندما قرر الاستغناء عن لاعب الوسط كلود ماكيليلي، مقللاً من قيمة وشأن اللاعب مع الفريق، ليُعاني الريال الأمرين بعد رحيله وفشل الكثيرون في تعويضه.

حالة صخرة الوسط الفرنسية من بين عدة حالات عانى منها ريال مدريد وحتى برشلونة الذي خسر خدمات اثنين من أساطير كرة القدم، وهما رونالدو ومارادونا قبل أن يتألقا بشكل واضح بعد ذلك.

مسعود أوزيل

تألق قائد الجيل الجديد لمنتخب ألمانيا في مونديال جنوب أفريقيا 2010، ليُثير اهتمام الأندية الأوروبية الكبيرة، منها إنتر ميلان الإيطالي الذي عرض 30 مليون يورو على فيردر بريمن للحصول على توقيعه، لكن "عازف الليل" رفض هذا العرض بعد تلقيه مكالمةً من رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، يدعوه لتحقيق حلمه منذ الطفولة باللعب مع ريال مدريد واتباع نفس الخطوات التي قام بها مثله الأعلى زين دين زيدان.


لم يرفض أوزيل عرض ريال مدريد بل كانت المفاوضات سريعة وانتهت بانتقاله للعب في الليجا الإسبانية مقابل 15 مليون يورو، وهي الصفقة التي يرى معظم المشجعين أنها من أنجح الصفقات التي قام بها فلورنتينو بيريز طوال رئاسته للنادي. لكن هذا الأخير ضرب كل شيء عرض الحائط بعدما وافق هذا الصيف على التعاقد مع إيسكو وجاريث بيل والتضحية بمسعود أوزيل لمصلحة أرسنال مقابل 45 مليون يورو، في أقوى مفاجأة في اللحظات الأخيرة من سوق الانتقالات 2013.

دييجو أرماندو مارادونا

انضم "الفتى الذهبي" دييجو أرماندو مارادونا إلى صفوف برشلونة قادماً من بوكا جونيورز الأرجنتيني مقابل 8 ملايين يورو، في صفقة كان ينتظرها مشجعو البلاوجرانا منذ تألق الأسطورة الأرجنتينية في مونديال إسبانيا 1982. لكن الملك رقم 10، لم يجد الظروف المناسبة لتفجير موهبته في إسبانيا، حيث طاردته شكوك الجماهير وعانى كثيراً من خشونة المدافعين الإسبان، كما بدأت قصته مع الكوكايين والملاهي الليلية في برشلونة قبل أن يختمها في إيطاليا ثم الأرجنتين.


ولم يكن أحد يتوقع رحيل مارادونا عن برشلونة في وقت قياسي، حيث أنهى موسمه الثاني مع النادي الكتلوني بعراك تاريخي مع مدافع أتلتيك بلباو أندوني جويكوتشيا، الذي كان السبب في كسر قدمه وغيابه بين الفينة والأخرى عن تشكيلة برشلونة، وقد حدث هذا العراك في نهائي الكأس عام 1984 تحت أنظار ملك إسبانيا خوان كارلوس، وكانت تلك نهاية قصة مارادونا مع الدوري الإسباني، ليرحل في مفاجأة كبيرة إلى نابولي مقابل 12 مليون دولار (أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم آنذاك).

كلود ماكيليلي

انضم لاعب الوسط الفرنسي كلود ماكيليلي إلى ريال مدريد في عام 2000 قادماً من سيلتا فيجو، حيث أثبت للجميع أنه صفقة رابحة وخير بديل للنجم البرازيلي ريدوندو الذي انتقل في نفس العام إلى إيه سي ميلان الإيطالي. ونجح ماكيليلي في فرض اسمه ضمن التشكيلة الأساسية للنادي الملكي ليلعب بجوار أفضل نجوم كرة القدم العالمية، ومن ضمنهم مواطنه زين الدين زيدان، لويس فيجو ورونالدو.


لكن الأداء الراقي لماكيليلي وتضحياته في الملعب وخارجه لم يُقابلها أي اهتمام من ريال مدريد لتجديد عقده وتحسين راتبه السنوي، حيث فضّل فلورنتينو بيريز آنذاك التخلي عن الجندي الفرنسي لمصلحة تشيلسي الإنجليزي، وهي الصفقة التي فاجأت المدريديين وأثارت غضبهم واستياءهم الشديد.

ولم يتوان ماكيليلي عن تقديم أقصى ما لديه من جهود للدفاع عن قميص ريال مدريد خلال السنوات الثلاثة التي قضاها في سانتياجو بيرنابيو، بل وكان من أهم اللاعبين الذين قادوا الفريق للفوز باللقب التاسع في دوري أبطال أوروبا أمام باير ليفركوزن الألماني، وكان ذلك اللقب الأخير للنادي الملكي في هذه المسابقة.

لويس فيجو

لم ينظر نادي برشلونة الإسباني إلى تاريخ اللاعب البرتغالي لويس فيجو عندما تعاقد معه في صيف 1995، حين تم توقيفه لمدة عامين في الدوري الإيطالي (السيرياآ) بسبب توقيعه لناديين في نفس الوقت (يوفنتوس وبارما)، ولم يتوقع أحد آنذاك أن يقوم فيجو بخيانة ألوان البلاوجرانا والتوقيع للغريم التقليدي ريال مدريد بعد خمس سنوات ناجحة قضاها في برشلونة.


فقد شكّل رحيل فيجو إلى القلعة البيضاء أكبر صدمة في تاريخ النادي الكتلوني، ولم يتحمّل مشجعوه ما حدث وقاموا برميه بلحم الخنزير عندما وطأت أقدامه أرضية الكامب نو وهو يرتدي القميص الأبيض. لم يكن بإمكان الكتلونيين أن يغضوا الطرف عن الخيانة الكبرى عندما وافق فيجو على التوقيع لريال مدريد مقابل فسخ عقده البالغ 61 مليون يورو. ما حدث كان كابوساً ومفاجأة مدوية لمحبّي برشلونة، ومعظمهم لازال يُكنّ الكراهية والحقد لـ"الخائن".

روبينيو

كان الجميع يترقب وصول النجم البرازيلي روبينيو إلى ريال مدريد قادماً من سانتوس، وهذا ما حدث بعدما تم دفع مبلغ كبير للحصول على توقيعه. وفي ثاني مواسمه في البيرنابيو، نجح ابن سانتوس في قيادة النادي الملكي إلى منصة التتويج والفوز بلقب الليجا على حساب غريمه التقليدي برشلونة في موسمين متتاليين (2006-2007 و 2007-2008).


وبعد قضائه ثلاث سنوات في إسبانيا، بدا من الواضح أن روبينيو بدأ يتأقلم مع الأجواء الأوروبية وأصبح النجم الأول في ريال مدريد بعد انتهاء حقبة الجلاكتيكوس، لكن إصرار رئيس النادي رامون كالديرون آنذاك على التعاقد مع كريستيانو رونالدو وإشراك روبينيو في الصفقة لتخفيض قيمته في سوق الانتقالات، دفع "خليفة بيليه" إلى حزم حقائبه ومغادرة البيرنابيو صوب مانشستر سيتي في مفاجأة كبيرة حدثت في الساعات الأخيرة من سوق الانتقالات الصيفية عام 2008.

رونالدو

يكفي تسميته بالظاهرة، فهو المهاجم الرائع الذي لم يتوقف عن مراوغة المدافعين وهزّ شباك الخصوم باستمرار. إذ نجح رونالدو في فرض اسمه كنجم أول في برشلونة بعد انضمامه إليه قادماً من إيندهوفن في صيف 1996. ففي مباراته الأولى بقميص البلاوجرانا في ذهاب السوبر الإسباني، سجل رونالدو هدفين وصنع هدفاً لأحد زملائه وكان نجم اللقاء بدون منازع، ليقود البارسا للفوز بخمسة أهداف لهدفين ويُتوج بأولى ألقابه في إسبانيا.

بعدها وفي موسم شاق وطويل، خطف رونالدو الأنظار من الجميع في إسبانيا، ورغم توقيعه لبرشلونة على عقد يمتد لثماني سنوات، إلا أن مستقبل النجم البرازيلي لم يكن في الكامب نو، ليقرّر الرحيل بعد موسم واحد فقط قضاه رفقة النادي الكتلوني ويعود السبب الرئيسي في رحيله إلى تجاهل الإدارة لمطالبه المادية ورغبته في تجديد عقده بعد تألقه الكبير في موسمه الأول، وكانت وجهته التالية هي إنتر ميلان الذي دفع شرطه الجزائي للحصول على توقيعه.

آريين روبين

فاجأ ريال مدريد الجميع بتعاقده مع اللاعب الهولندي آريين روبين في صيف 2007 قادماً من تشيلسي الإنجليزي مقابل 36 مليون يورو، حيث شعرت الجماهير المدريدية بسعادة كبيرة بالحصول على توقيع لاعب يُقارنه البعض بخفة ومهارة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.

ورغم الإصابات الكثيرة التي كانت قد لاحقته في إنجلترا ثم إسبانيا، إلا أن روبين حافظ على قوته ومستواه وكان من أفضل اللاعبين في تشكيلة النادي الملكي خلال الموسمين اللذين قضاهما في البيرنابيو، لكن عودة فلورنتينو بيريز إلى الرئاسة وعزمه على تشكيل فريق جديد وحقبة جديدة من الجلاكتيكوس، أجبرت النجم السابق لتشيلسي على مغادرة إسبانيا صوب ألمانيا، حيث وقع في مفاجأة كبيرة للعملاق البافاري بايرن ميونيخ، حتى أن قيمة الصفقة كانت مفاجأة كبيرة للجميع، إذ نجح الألمان في الحصول على خدماته مقابل 25 مليون يورو فقط.

إيريك أبيدال

ليس من السهل أن تحتفظ بلاعب "على فراش الموت"، لكن هذا ما فعله برشلونة بصبره على اللاعب الفرنسي الخلوق إيريك أبيدال، الذي عانى لأشهر طويلة من سرطان الكبد قبل أن يتعافى منه بمشيئة الله. وعندما عاد أبيدال للظهور في تشكيلة برشلونة، ظن الجميع أنه سيواصل مشواره في الكامب نو حتى سن الاعتزال كاعتراف بجميل أولئك الذين وقفوا بجانبه طوال محنته، لكن رئيس النادي الكتلوني ساندرو روسيل خرج للصحافة مع نهاية الموسم الماضي للإعلان عن الخبر المفاجئ، بتخلي برشلونة عن مدافعه الفرنسي وعدم تجديد عقده رغم حاجة الفريق إلى مدافع يُجيد اللعب في مراكز مختلفة من خط الدفاع، إذ لم يتوقع أسوأ المتشائمين أن يغادر أبيدال قلعة الكامب نو بعد شفائه من المرض وعودته إلى سابق مستواه، ولا شك أن معظم مشجعي برشلونة يتحسّرون اليوم على رحيله إلى موناكو بالمجان.

لويس إنريكي

حظي اللاعب الدولي الإسباني السابق لويس إنريكي بمشوار رائع مع ريال مدريد عندما قاده للفوز في إحدى الكلاسيكيات أمام برشلونة بخماسية نظيفة والتتويج في نفس العام بلقب الليجا، لكن مفاوضات تجديد عقده مع النادي الملكي وصلت إلى الباب المسدود، ليأتي الخبر المفاجئ بانتقاله إلى الغريم التقليدي برشلونة في صفقة مجانية (1996).

ولعب لويس إنريكي في جميع المراكز في تشكيلة برشلونة ما عدا قلب الدفاع وحارس المرمى، حيث كان أشهر لاعب جوكر في تاريخ النادي الكتلوني، ورغم دفاعه عن قميص ريال مدريد لخمسة مواسم، إلا أن دماء ابن خيخون أصبحت مُمتزجة بألوان البلاوجرانا، حيث قضى ما تبقى من مشواره الاحترافي في الكامب نو حتى اعتزاله في عام 2004.

ميايكل لاودروب

شكّل اللاعب الدنماركي السابق ميكايل لاودروب جزءً مهماً من فريق الأحلام الذي كان يديره الأسطورة الهولندية يوهان كرويف في بداية التسعينيات، حيث نجح برشلونة في الفوز بالليجا أربع مرات متتالية، كما حقّق اللقب الأوروبي الأول في تاريخه في موسم 1991-1992، لكن تعاقد النادي الكتلوني مع الهدّاف البرازيلي روماريو في صيف 1993، كان السبب الرئيسي في جلوس لاودروب على مقاعد البدلاء وتفكيره في الرحيل عن قلعة الكامب نو، ليشهد العام الموالي انتهاء حقبة اللاعب الدنماركي مع برشلونة، ليتجه في مفاجأة مدوية صوب الغريم التقليدي ريال مدريد، الذي حقّق معه لقب الليجا في الموسمين اللذين قضاهما في البيرنابيو، كما نجح في الانتقام من فريقه السابق بهزمه في الكلاسيكو بخماسية نظيفة.

هذه كانت اختيارتنا لأهم صفقات البيع المفاجئة في تاريخ العملاقين الإسبانيين، ولا شك أن أشهرها كان انتقال النجم البرتغالي السابق لويس فيجو من برشلونة إلى ريال مدريد في بداية الألفية الجديدة، لكن الباب سيظل مفتوحاً أمام قرائنا الأوفياء لتقديم اقتراحاتهم واختيار الصفقات التي يعتبرونها صفقات مفاجئة في تاريخ الغريمين.