+A
A-

المغرب.. استياء بعد حظر استخدام البيتكوين

أثار قرار السلطات المغربية حظر استخدام عملة البيتكوين، غضبا بين النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب، خاصة في أوساط المهتمين بهذا المجال، في الوقت الذي اتسعت فيه رقعة المتعاملين بهذه العملة.

وكان مكتب الصرف المغربي المسؤول عن مراقبة التداول النقدي بالبلاد قد حذر قبل أيام، من التعامل بهذه العملة الافتراضية لعدم تبنيها من طرف الجهات والمؤسسات الرسمية، فضلا عن صعوبة التعرف على أصحابها، مؤكدا أن التعامل بهذه النقود الافتراضية يشكل مخالفة لقانون الصرف الجاري العمل به، ويعرض مرتكبيها للعقوبات والغرامات.

وعرف استخدام هذه العملة الافتراضية تناميا في المغرب في الفترة الأخيرة، وتزايد عدد المستخدمين خاصة بعد أصبح عدد من مواقع التبادل الإلكتروني في البلاد تقبل التعامل بالبيتكوين كوسيلة أداء لشراء السلع والخدمات.

قرار السلطات حظر استخدام هذه العملة لم يرق لعدد كبير من المغاربة الذين وصفوا القرار بالتعسفي، باعتبار أن العملات الإلكترونية تشهد رواجا كبيرا في دول العالم أين يتم التعامل بها بشكل طبيعي في عدة دول متقدمة.

واعتبر الناشط محمد أفروخ في هذا السياق أن الهدف من هذا القرار هو التضييق على مستعملي هذه العملة خاصة الشباب الذين وجدوا فيها مصدر رزق، قائلا "هذا البلد لن يتقدم ولو خطوة واحدة إذا ما استمر على هذا النحو، منعتم الشباب من العمل رغم أحقيتهم به، وعندما اتجهوا إلى عالم الإنترنت وبدأوا يجنون بعض الأموال قررتم تدميرهم بهذا القرار المضحك".

أما المدون أمين رغيب فقد عبر عن استغرابه من هذا القرار، وعلّق متسائلا" ماذا تنتظر من مؤسسات لا يسيرها الشباب المواكب للتطورات التقنية إلا قرارات بهلوانية، مثل قرار منع التداول بالعملات الرقمية، أرجعتمونا أضحوكة للعالم".

وتبرر السلطات قرارها بكون هذه العملة توجد خارج المظلة الرقابية للدولة وغير خاضعة لضمانات، لكن بعض الخبراء الاقتصاديين أكدوا وجود تخوفات من التداعيات السلبية لهذه العملة على الاقتصاد في صورة فقدان قيمتها، إضافة إلى إمكانية استخدامها في الأنشطة الإرهابية وغسيل الأموال، خاصة أنها تتيح للأشخاص الذين يستعملونها حرية كبيرة.

لكن المدون إدريس سيانو لا يتفق مع هذا الطرح، حيث اعتبر أن "العملة الافتراضية ستكون هي عملة المستقبل خاصة  البيتكوين التي حققت ارتفاعا قياسيا في ظرف أشهر"، داعيا إلى ضرورة التشجيع على الاستثمار فيها، معبرا عن أسفه في تجريم التعامل بها في بلاده، خاصة أنها "كانت بمثابة الفرصة أمام الشباب لتكوين نفسه وتحقيق بعض الأرباح".