من المستحيل أن نسكت أو نتغافل عن دور قطر التخريبي في المنطقة ومحاولاتها شق الصف الخليجي وتهديد السلام والأمن والاستقرار، وإلحاق الضرر بمسيرة مجلس التعاون الخليجي المباركة وإنجازاته التي تدعو إلى الفخر والاعتزاز، فقطر اختارت العزلة والابتعاد عن أشقائها ومحيطها، ويمكن رصد ذلك بسهولة حيث أصبحت أكثر استفزازا وأكثر خطورة على الهوية والأصالة والخصوصية الخليجية، وأكد سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء (الحرص على أن تبقى مسيرة مجلس التعاون قوية ومتماسكة، وأن الوقت حان لاتخاذ إجراءات أكثر حزماً تجاه من يستقوي بالخارج لتهديد أمن أشقائه وسلامتهم، مؤكداً جلالته أن اجتماعات وقمم الخير لا يمكن أن تلتئم بوجود من لا يريد الخير لهذه المنظومة ويعرقل مسيرتها المباركة، وأكد جلالة العاهل أن قطر أثبتت اليوم أنها لا تحترم المواثيق والمعاهدات والروابط التي قام عليها مجلس التعاون ومارست سياسات استهدفت أمن الدول الأعضاء في مجلس التعاون، وطالما استمرت قطر على هذا النهج فإنه يتعذر على مملكة البحرين حضور أية قمة أو اجتماع خليجي تحضره قطر ما لم تصحح نهجها وتعود إلى رشدها وتستجيب لمطالب الدول التي عانت منها الكثير).

لقد هادنت قطر القوى المعادية والرجعية لدول الخليج، وأخلت بقواعد الأخوة والعلاقات الطيبة واختارت الأزمات والمؤامرات فكريا وسياسيا، وأصبح الخيار الوحيد للبحرين والدول الداعية لمحاربة الإرهاب قطع العلاقات والابتعاد عن هذا الكيان الغريب المعادي لدول الخليج والعرب بصورة عامة، فالمرحلة القادمة تتطلب معاملة مختلفة مع من تنكر للصداقة والأخوة ليعمل بالخفاء والعلن ضد الاستقرار في المنطقة والتعاون بين بلدانها، قطر شاطرة في حفر الاسم فقط أما الفعل فهو ملطخ باللون الأسود، بلد أصبح يتاجر في كل شيء ويبتعد عن مكان الأجداد ويتحدث “بشرف” عن أطماع إيران التوسعية وادعاءاتها الزائفة وتخلى بالكامل عن العروبة.

من الطبيعي أن لا يجلس أحد مع قطر في أية قمة أو اجتماع خليجي لأن المسألة ببساطة أن هذا البلد الغريب يحلم بتصفية جميع الدول الخليجية والعربية، ويشكل تهديدا على أمنها واستقرارها وخطرا كذلك على السلام العالمي ومسؤولية مواجته باتت قضية دولية.