كتب المؤرخ الإنجليزي “كنت وليمز” عن جهود الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في بداية تأسيسه المواصلات: (قبل سنة 1929 بمدة طويلة كان ابن سعود يتحدث عن ميزات السيارات والخدمات التي أدتها لبلاده... وحتى قبل فتح الحجاز كان ابن سعود قد استورد من الخليج عددا من السيارات وكان لا يتنقل إلا فيها، فلما اتسعت فتوحاته إلى جهة البحر الأحمر أخذ يزيد السيارات المستوردة، والغرض الأساس من جلب السيارات الانتفاع بها في الأغراض المدنية وزيادة رفاهية الشعب، وأحداث سنة 1342 جعلته يهتم بالانتفاع بالمخترعات العصرية التي تسهل عليه تنظيم الإدارة).

على امتداد السنوات التي جاءت بعد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، أطلقت السعودية استراتيجيات تعزز مقدرة الاقتصاد على المنافسة ودعم الابتكارات والخطط البحثية، وواصل أبناؤه وأحفاده طريق المجد في مجال التطوير واستثمار ثروات البلد بكل كفاءة واقتدار واعتماد المشاريع المذهلة التي تعكس نهج المملكة المتميز في السياسات المالية والاقتصادية، وإذا كان الملك عبدالعزيز قد تحدث عن ميزات السيارات قبل سنة 1929، فاليوم أعلن ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إطلاق مشروع “نيوم” لبناء منطقة اقتصادية ضخمة شمال غرب المملكة، باستثمارات تبلغ أكثر من 500 مليار، وقال عن المشروع إنه موقع للحالمين الذين يريدون خلق كل شيء جديد في هذا العالم.

إن مشروع “نيوم” معجزة اقتصادية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وسيكون بلا أدنى شك محط أنظار العالم ونموذجا فريدا في رسم السياسات والاستراتيجيات وتطبيق خطط التطوير الاقتصادي، فولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان  المحرك أو الدينمو وراء “رؤية 2030”، ويمتلك رؤية تطويرية فذة وإجراءات تنظيمية تحقق الهدف المنشود بكل براعة، ويعرف بكل دقة وضوح الأهداف العامة أو الفرعية ومعلومات ومهارات إدارية عبقرية، فالسعودية اليوم باتت لا تعرف غير إنشاء الصناعات العملاقة.