انتشرت صالات الألعاب الرياضية “الجيم” في البحرين في الفترة الأخيرة بشكل غريب ومخيف دون أدنى دراسة وتحليل وتنظيم، فكل من هب ودب فتح صالة رياضية ووضع فيها عددا من الأجهزة والألعاب الرياضية غير الميدانية وبدأ المشروع وكان الله غفورا رحيما، ومعظم هذه الصالات لا تتوفر فيها معايير السلامة وتفتقد مدربي اللياقة المؤهلين، ولا تلزم الزبون إحضار تقرير طبي قبل بدء التمارين الرياضية وإجراء الفحوصات للتأكد من خلو الجسد من أية عيوب، والأهم هو عدم وجود مسعفين مدربين يحملون شهادات دولية معترفا بها في كثير من الصالات الرياضية يقدمون الإسعافات الأولية باحترافية لأي رياضي يصاب بخطر ما مثل السكتة القلبية جراء الجهد الكبير الذي يؤديه في التمارين، كما حصل لزميلنا العزيز “جعفر الملا” رحمه الله الذي فارق الحياة في دقائق معدودة عندما توقف قلبه أثناء ممارسة الرياضة في إحدى الصالات الرياضية بمدينة عيسى وكان من الواضح أنه لم يكن في الصالة أي موظف مدرب على الإسعافات الأولية كما يجب ليقدم الرعاية والعناية الفورية والمؤقتة، وهناك الكثير من الشباب الذين توفوا بنفس الطريقة سواء في الصالات الرياضية التي تنتشر مثل “البرادات” أو في ملاعب كرة القدم.

إن تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة التي أصبحت حديث الساعة يحتاج إلى متابعة جادة من الجهات المسؤولة وإشراف بصفة فعلية وتطبيق نظام صارم بحيث يلتزم كل صاحب صالة رياضية بتوظيف مسعف مدرب على الإسعافات الأولية وضرورة إبراز شهادة طبية تثبت الخلو من أي نوع من الأمراض التي قد تؤثر على حياة المشترك عند ممارسته الرياضة، فظاهرة التسجيل في الصالات الرياضية والقسوة في التمارين دون أساسات علمية صحيحة يجب أن تتوقف وإلا سوف تكون حصيلة الوفيات في ازدياد، ونظرة شمولية أيضا على الأماكن العامة نرى أنها بحاجة كذلك إلى مسعفين يقومون باللازم وقت الحاجة وتدريب الموظفين على استخدام الأجهزة، مثل الحدائق العامة والمنتزهات ودور السينما وغيرها، ونجد أنها وسيلة فعالة لو قامت وزارة التربية والتعليم بإعطاء دورات مبسطة عن الإسعافات الأولية في مختلف المدارس، وأيضا الوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، فالتحليل الواقعي للحالات والمشاكل التي أمامنا أن سببها قلة الوعي بالإسعافات الأولية وقت الحاجة.