العدد 3245
السبت 02 سبتمبر 2017
banner
ثقافة العمل التطوعي
السبت 02 سبتمبر 2017

للعمل التطوعي دور كبير في تنمية المجتمع، ولتحقيق التعاضد والترابط بين كافة أفراده، والعمل التطوعي فِعل إنساني مُبهج للجميع، للعاملين فيه وللمستفيدين منه. فعل يقوم به الإنسان باختياره وبدون مقابل مادي لمنفعة أخيه الإنسان من غير جزاء ولا شكورًا. وهو فِعل من الإنسان إلى أخيه الإنسان مهما كان لونه وعِرقه ولغته ودينه، وقد يكون صادرًا من فردٍ واحد أو من مؤسسة وهو عمل تطوعي أكثر تنظيمًا وأكبرُ حجمًا من الفردي، وقد يقوم به الفرد في داخل حيه أو قريته أو مدينته أو في بلده، وقد يقوم بالعمل التطوعي في خارج البلاد، وقد يكون العمل التطوعي عملاً اجتماعيًّا أو صحيًّا أو بيئيًّا أو إنسانيًّا أو تربويًّا، فمهما كان تصنيف العمل التطوعي فإنه نتاج مبادئ وغايات أخلاقية وإنسانية وتربوية دون التفكير بمقابل مادي من المُتطوع. ولأهمية العمل التطوعي فقد خصصت له منظمة الأمم المتحدة يومًا للاحتفال به.

وتكمن أهمية العمل التطوعي في أداء الخدمات سواء أكانت عامة أم خاصة لأفراد المجتمع، تقوية العلاقات المجتمعية فيما بين أفراده، تنمية القدرات الشخصية للمتطوع ويزيد من ثقته بنفسه في تطوير ذاته وقدراته، يمنح للمُتطوع فرصة للتعاون وللتفاعل المجتمعي، المشاركة في تنمية المجتمع وتحقيق الولاء والانتماء إليه، يُساهم المتطوع أو المؤسسة المُتطوعة في حل عدد من المشكلات المجتمعية. وأفضل ما في العمل التطوعي هو التزام ذاتي من الفرد يجعله يشعر بالإحساس بالمسؤولية تجاه مجتمعه وأفراده ورغبته في تطويره وخدمة الإنسان ولوضع بصمته في مسيرة العطاء الإنساني.

وتعمل القيادة الرشيدة لمملكة البحرين على نشر ثقافة العمل التطوعي والدعوة لانخراط مَن يرغب من البحرينيين في مسيرة العمل التطوعي، من أجل تعزيز قيم ومبادئ التعاون بين أفراد المجتمع ولتقوية شعور الانتماء لبلادهم. وفي مقدمتهم الشباب وما يتمتعون به طاقات ذهنية خلاقة وجسدية، ومشاركة الشباب في الأعمال التطوعية ترفع من مستوى مهاراتهم العَملية والعِلمية، وفي استثمار أوقاتهم بما يُفيدهم ويُفيد مجتمعهم وأفراده، وفي توظيف طاقاتهم في عمل ذي قيمة ومنفعة مجتمعية عالية، بما يُحقق التكافل الاجتماعي وتعزيز القيم الاجتماعية. وليس الشباب فقط بل الجميع من الرجال والنساء والشيوخ والفتيان، فأبواب العمل التطوعي مفتوح لِمَن يستطيع ولِمَن يرغب منهم في القيام بها، فهي ليست إلزامية ولا حِكرًا لأحد. كما أنها تمثل دعوة إلهية في حُب فِعل الخير في قوله تبارك وتعالى.

ومن هنا تأتي أهمية جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة ـ الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة ـ لأفضل عمل تطوعي، التي ستنطلق نسختها السابعة بالتزامن مع اليوم العربي للعمل التطوعي في (12 ـ 14) سبتمبر 2017م لأجل تشجيع الشباب البحريني والجمعيات الأهلية على العمل التطوعي، وفي تسليط الضوء على القدرات والإبداعات التي تخدم مختلف قطاعات المجتمع وتطوير آليات عملهم في إطار من العمل المؤسسي المستدام. وتهدف هذه الجائزة إلى نشر ثقافة العمل التطوعي وإبراز دوره في التنمية الشاملة، المساهمة في تطوير الأعمال التطوعية في مملكة البحرين، تعزيز مبدأ الشراكة الفاعلة مع المنظمات والهيئات والمؤسسات والجمعيات التطوعية، غرس حُب العمل التطوعي في الجيل البحريني الحالي والقادم ونقل خبرات العمل التطوعي إليهم، والمساهمة في توجيه الطاقات الشبابية لخدمة مجتمعهم وتنمية قدراتهم ومواهبهم وإبداعاتهم التطوعية والاستفادة من آرائهم في مسيرة العمل التطوعي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .