العدد 3241
الثلاثاء 29 أغسطس 2017
banner
المحتال الكبير
الثلاثاء 29 أغسطس 2017

بفيلـــم (رمضان فـــــــوق البركان) للفنان الكبير عادل إمام والذي عرض لأول مرة العام 1985 تتناول الأحداث قصة الموظف البسيط (رمضان) والذي أغرى أعدادًا كبيرة من الفقراء بالاستثمار عنده، مقابل تقديمه أرباحًا خيالية وسريعة، وبعد أن حصد الكثير من الأموال، نصب عليهم، ثم ذهب لمركز الشرطة، وقام بتسليم نفسه، وعلى وجهه ابتسامة عريضة.

 

وبسياق أحداث الفيلم، ولكن بشكل واقعي، نشرت “البلاد” تقريرًا موسعًا يوم أمس الأول عن محتال لم يتخط السابعة والعشرين عامًا، تمكن من النصب على عشرات الأسر البحرينية، بالإضافة لرجال أعمال خليجيين، وبمبالغ تخطت الثلاثة ملايين دينار.

 

المذكور وهو رجل أعمال بحريني ناجح، يعمل بمجال استيراد السيارات وزينتها، وله سمعة طيبة بالسوق، اختار الطريق المختصر للثراء الفاحش، عبر تقديم عروض تجارية في مجالات الاتجار بالذهب، والتمور، والعقارات، وبأرباح خيالية تصل للعشرين بالمائة من رأس المال، وبدفوعات ربحية متقاربة جدًّا، وبعد أن حصد الكثير من الأموال، فرّ هاربًا خارج البلاد، ولجهة غير معلومة.

 

وتعيـــــد هــــذه الحادثـــة المؤسفة للأذهان حوادث سابقة شبيهة، وقع بشباكها من كان يطمح للثراء السريع، ليخسر بعدها مدخرات العمر، أحدثها قضية نصاب الرفاع -قبل عامين تقريبًا- والذي استحوذ على مبالغ مالية من عدد من العمال والموظفين البسطاء تخطت السبعين ألف دينار، قبل أن يفر خارج البلاد، ولتتضرر بذلك الكثير من الأسر وأي ضرر؟

 

وتدور بالمخيلة تساؤلات عدة عن كيفية تمكن هؤلاء النصابين بإجراء تحويلات مالية بهذا الحجم خارج البلاد، ومسببات الإقناع التي تولد الرضا لتسليم البعض لمدخراتهم، وقروضهم، لمن لا يعرفونهم ودون أن ترتجف لهم شعرة، والدور الرقابي للأجهزة الأمنية أثناء تحشيد هؤلاء النصابين للناس والأموال من حولهم، والتي تصل لدرجة التجمهر ببعض الأحيان.

 

وعليه، فهي مسؤولية مجتمعية يتشارك فيها الجميع، كما أنها مسؤولية أخلاقية أيضًا، وإعلامية، وتوعوية، المهم هو الحذر من الاستثمار مع الأفراد ومراجعة أخطاء الآخرين، والنظر بتمعن لمستقبل الأسرة، قبل أن يخطو المرء خطوة واحدة للأمام، وبالله التوفيق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية