العدد 3236
الخميس 24 أغسطس 2017
banner
بغداد والمنامة ترسمان مسارا أخويا جديدا
الخميس 24 أغسطس 2017

أخذت العلاقات العراقية البحرينية بالوقت الحاضر تسير بمنطلق دبلوماسي متفاعل يتسم بالدفء والإيجابية والرغبة برسم مسار جديد يربط بين البلدين الشقيقين ويعيدهما الى حضن الانتماء المشترك من جذور الحضارة السومرية الذي يكرس الأخوة وتكاملية التعاون وتبادل المصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين.

وأفصح البلدان مؤخرا عن المسار الجديد لعلاقاتهما من خلال زيارة وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في 13 أغسطس 2017 الى بغداد، والخوض بحوارات ودية وبرؤية معمقة في التعاون البناء مع كبار المسؤولين العراقيين من رئيس الجمهورية والوزراء ووزير الخارجية،وبحسب مصادر مقربة من كواليس البيت السياسي ببغداد، فإن المباحثات كانت تستهدف بناء منظومة علاقات متينة متنوعة تتعلق بتنسيق أمني لمكافحة الارهاب واقتصادي واستثماري مشترك فضلا عن تهذيب الخطاب السياسي والاعلامي ومنع كل ما يسيء لعلاقات البلدين ويخلط الاوراق،وهو واقع حال يدلل على ان المسؤولين في كلا البلدين تجاوزا كل ماضي الخلافات المرير، عندما دفنت جميع ملفاته المؤلمة في بئر عميق يصعب النبش فيه من جديد لتعكير صفو العلاقات الاخوية، بل ان الطرفين أثبتا إنهما يؤمنان بنظرية تحويل العدو الى صديق واستغلال فرص التعاون المشترك بينهما، ذلك أمر ينم عن قراءة نقدية بمخاطر الوضع الراهن كما يحصل من متغيرات دولية.

إن التوجه الجديد لعلاقات العراق بالبحرين يأمل منه أن يجعل المنامة بوابة واسعة نحو علاقات عراقية خليجية متكاملة ،سيما وان منطلق العلاقة هذا أزال في غضون وقت قياسي من سماء البلدين كل غبار الماضي والانتقال الى أجواء صافية لا تدع مجالا للاتهامات والتوترات التي حصلت في 2015 وما سبقها،وبشكل عام فان الواقع العربي الراهن ينم عن نسق جميل من الانفتاح العربي حيال بغداد، ربما وضعت لبناته الأساسية في الرياض التي ترتبط بشراكة متينة من العلاقات مع المنامة.

ان التقارب العراقي البحريني يعد تحولا ايجابيا يفتح آفاقا جديدة من التعاون التجاري والاستثمارات وتبادل الخبرات والزيارات لمواطني البلدين، وتجاوز ورقة الطائفية التي أعاقت ولوقت طويل من طموح البلدين في تنمية علاقاتهما، ووفرت خدمة كبيرة لصالح بلدان أقليمية أخرى. إن موقع البحرين في حوض الخليج العربي، وموقع العراق الذي يشكل حلقة وصل بين الخليج العربي، والشام من سوريا والاردن ولبنان بالاضافة الى الدول الاقليمية يحتم على قادة البلدين تعزيز علاقات بلديهما والمساعدة في تنمية حركة التبادل التجاري من البضائع والسلع وتنشيط القطاع السياحي، وتعزيز روابط الأخوة لشعبيهما، وليكن هذا التقارب حلقة من حلقات التقارب والانفتاح الواسع الذي نشهد بداياته بالوقت الحاضر بين بغداد والرياض من خلال افتتاح منفذ عرعر وجميمة وسبع منافذ أخرى، فضلا عن حركة طيران ستكون نشطة في نقل المسافرين وتبادل البضائع والسلع. ولا بد للمحلل والناقد أن يركز على مسألة فك تشفير صناعة التقارب العراقي- البحريني، الذي تعود أساسياته الى جهود الدبلوماسية النشطة في كلا البلدين وبنوايا صادقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية