العدد 3232
الأحد 20 أغسطس 2017
banner
بالأزمات تبرز معادن الرجال
الأحد 20 أغسطس 2017

في الأزمة الانقلابية العام 2011 تكشف ما تكشف، من عمالة، وخيانة، وأحقاد لا توصف، ولا تصدق، وبمشاهدات حية عاصرناها جميعا، وشاهدنا أفقها، وتقاطعاتها، ومخططاتها.

وفي مقابل ما يحدث، ترجل جمع ممن يصفون أنفسهم كذبا بأنهم رجالات الوطن، عن أداء واجبهم في الدفاع عن عروبة وهوية بلادهم، وعن سلامتها وسيادتها، ووجودها وكيانها كله.

فذاب بمستنقع الجبن والنفاق من ذاب، وخمدت الكثير من الأصوات، وانطوى من انطوى، وظل الشرفاء الحقيقيون من يجابهون الموجات والأعاصير الهادرة.

ولهذه النوعية من الطفيليات، المتوارية بالأزمات، والمتلونة كالحرباء، مهارة أخرى غير الهروب، هي صعود موجات النجاح والتضحيات، والركوب على ظهور الأبطال، والمرابطين، واقتناص الثمرات عنهم، بكل بساطة ويسر.

وهي شاكلة ليست بأقل مستوى من عملاء إيران واذنابهم، بل هي أدهى، وأخطر، وأكثر عمالة، لأن ولاءها ليس للأوطان، او حتى  للمرجعيات، بل لأنفسها، ولا غير ذلك.

والأزمات التي تعصف بالأوطان، والتي تتطلب تقديم التضحيات، تلو التضحيات، والأنفس، والنفائس، لها رجالاتها، وبواسلها، وشخوصها التي تراهن على المبادئ، والشرف والدفاع عن حياض الأمة وكرامتها وعزتها وعزة أبنائها.

هؤلاء الرجال الشرفاء، الصادقين، الذين لا يخافون بقول كلمة الحق لومة لائم، ولا ينتظرون مقابلا، أو جزاء، أو شكورا، تعرفهم الأوطان جيدا، ويعرفهم الحكام، والرجالات، ويعرفهم العملاء، والأذناب أيضا، لأنهم كالشمس الساطعة، لا تتوارى أو تخشى من أحد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .