العدد 3229
الخميس 17 أغسطس 2017
banner
وماذا عن الانتهاكات الاميركية يا معالي الوزير؟!
الخميس 17 أغسطس 2017

تصريحات وزير الخارجية الأميركي ريكس تليرسون الأخيرة تجاه السعودية والبحرين فيما يخص ملفاتها الحقوقية، والدعاوى الباطلة التي تروج أميركيا عن اضطهاد الشيعة بهذين البلدين تناقض نفسها، وتخرج عن الواقع، وتنفصل عنه، لأسباب عدة، أوجهها لمعاليه، وهي كالتالي:

أولا، أميركا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تخول لنفسها افتعال الحروب وقتل الشعوب على أراضيها، خارج مظلة الأمم المتحدة، ولنا بذلك أمثلة كثيرة بفيتنام والعراق وكوريا وليبيا وغيرها.

ثانيا، أميركا هي الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح الذري ضد الأهداف المدنية، مبيدة مئات الألوف من حياة البشر، مدمرة بذلك الأخضر واليابس. ولنا بمدينتي ناجازاكي وهيروشيما قصة وشاهد.

ثالثا، أميركا هي الدولة الوحيدة في العالم التي لديها سجون عائمة وخفية بمناطق مختلفة من العالم، مخترقة بذلك كل القوانين التي قام عليها بيت الأمم، بل وسيادات الدول نفسها.

رابعا، تخول أميركا لعملائها التصفية الجسدية لأي شخص ترى أنه يمثل تهديدا لأمنها القومي، دون أن تمنحه حق المحاكمة العادلة.

خامسا، أبشع السجون وأكثرها صيتا للسمعة السئية هي سجون أميركية بامتياز، وتوجد جميعها خارج الأراضي الأميركية حتى لا تكون خاضعة للقوانين الفيدرالية او القضائية الأميركية والتي تكفل للمعتقل الحق الإنساني في المعاملة، وبمقدمتها سجن غوانتنامو وسجن أبوغريب.

سادسا، أغلب الابتكارات في التعذيب وانتزاعات الاعترافات بشكل قسري هي بأيد أميركية، آخرها التعذيب عبر الإيهام بالغرق، الذي أدين دوليا، ومن قبل كل المنظمات الحقوقية.

سابعا، لا تزال الشرطة الأميركية سيئة السمعة فيما يخص بالتعامل مع الأقليات السوداء، وأصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقادات بذلك في مناسبات سابقة.

ثامنا، لا تزال الولايات المتحدة تتعامل مع حلفائها بالمنطقة وفق منظور النفاق السياسي الذي يقوم على الابتزاز المعلن، وعلى ممارسات الضغوط التي تقوم على التقارير المفبركة لحقوق الإنسان وما في حكمها، وهي سياسة لا تلجأ أميركا لها عادة إلا حين ترى الصواب أمامها من قبل الحلفاء، وحين تكون مفلسة سياسيا.

تاسعا، أميركا هي الدولة العظمى الوحيدة التي لا تدعم بيت الأمم المتحدة بدولار واحد، بعكس السعودية والتي هي من أكثر الدول الممولة لبرامج الأمم المتحدة، ولبرامج الهيئات المنبثقة منها.

عاشرا، مقرر التعذيب بالأمم المتحدة لم يسمح له لأكثر من 80 عاما من دخول الاراضي الأميركية، والسؤال لماذا؟

احدى عشر، تخول أميركا لنفسها حق الرقابة والوصاية والتدخل في شؤون الدول، والعكس غير صحيح.

اثنا عشر، طبقت أميركا نظام (جاستا) لابتزاز الدول ونهب ثرواتها، في حين أن أكثر البنود المقره بهذا القانون تنطبق تماما على الانتهاكات الأميركية العابرة للحدود، وهو وجه معلن لنفاق الحكومات الأميركية.

ثلاثة عشر، رد الخارجية البحرينية فيما يخص اندماج الشيعة في المجتمع البحريني، وتبوء الكثيرين منهم للوظائف والمناصب، واف ويجسد الواقع، بخلاف الأميركان الذين أصبحوا بعزلة عالمية بسبب سياساتهم الانفرادية الظالمة التي تقوم على بناء بلادهم على خيرات الشعوب الأخرى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية